وإنما حظهم من الإسلام على قدر حظهم من الصلاة ، ورغبتهم في الإسلام على قدر رغبتهم في الصلاة ، فاعرف نفسك يا عبد الله ، واعلم أن حظك من الإسلام وقدر الإسلام عندك بقدر حظك من الصلاة وقدرها عندك .
واحذر أن تلقى الله عزوجل ولا قدر للإسلام عندك ، فإن قدر الإسلام في قلبك كقدر الصلاة في قلبك ، وقد جاء الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( الصلاة عمود الإسلام )(1)، ألست تعلم أن الفسطاط إذا سقط عموده سقط الفسطاط(2)، ولم ينتفع بالطنب(3) ولا بالأوتاد(4)؟ وإذا قام عمود الفسطاط انتفعت بالطنب والأوتاد ، فكذلك الصلاة من الإسلام .
فانظروا رحمكم الله واعقلوا ، وأحكموا الصلاة ، واتقوا الله فيها ، وتعاونوا عليها وتناصحوا فيها بالتعليم من بعضكم لبعض ، والتذكير من بعضكم لبعض من الغفلة والنسيان ، فإن الله عزوجل قد أمركم أن تعاونوا بالبر والتقوى ، والصلاة : أفضل البر .
পৃষ্ঠা ৫৪