عامر :
كل ذلك حسن يا مولاي، ولكننا نحب الحرب فما هذا السلام؟
صلاح الدين :
الحرب سنة عادلة إذا رضي بها الفريقان، ولكن إذا استقال منها فريق كانت من صاحبه عين الظلم والعدوان، فلا تحسب أن الله يأمر بالحرب افتراء بلا سبب عظيم، فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ذلك؛ صراط مستقيم.
خالد :
ولكن ما لنا وللحكم بينهم وهم أعداء، أنجري العدل بين خصومنا ونحن نحب أن يكون بينهم ظلم واعتداء؟ أليس كذلك تقضي السياسة بين الملوك يا مولاي؟
صلاح الدين :
لا أيها الصديق، فإن العدل يجري في كل مكان، فهو نور الشمس يشرق على الجميع، ويجب أن يراه كل إنسان، فلا تحسب أن العدالة تنقسم بين الناس أقساما، إنما معدل واحد كل من قام به حق قيامه كان إماما، آه لو تعلمون كم يخفى على الملوك من أبواب العدل وكم يظلمون أبرياء من غير علم، ويقتلون من لم يستحق القتل، وهم غير ملومين في ذلك؛ لأنهم لا يعرفون غير الواقع، ويجهلون حقيقة الأصل.
العدل كالمال قليل كثير، وخفي ظاهر، ونافع مضر، هنيئا لمن يعرف طريقه فيرحم به أنفس الناس، فإنما هو درة تاج يفقدها الملك أحيانا، ويجدها أقل الحراس، أما والله لم أبت ليلة في راحة إلا بعد عدل عن يقين؛ فإن كثيرين يظنون أنهم حكموا بالعدل، وليسوا إلا ظالمين، فويل لهؤلاء من مشهد يوم شديد، وويل لهم من يوم الدين (يدخل فارس)
ماذا تريدون؟
অজানা পৃষ্ঠা