তেহরানের বন্দিনী: ইরানের একটি কারাগারে এক নারীর উত্তরণের গল্প
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
জনগুলি
كنت أحبها ولم أكن أرغب في إثارة قلقها، فأخبرتها أني سأتحدث مع والدي في هذا الشأن، لكنني لم أكن أنوي ذلك. ماذا أقول لهم؟ أأخبرهم أنه سيلقى القبض علي قريبا؟
كان شقيقي وزوجته قد غادرا البلاد عقب قيام الثورة، وهاجرا إلى كندا بعد أن أدركا أن لا مستقبل أمامها في ظل الجمهورية الإسلامية ، وبعد رحيلهما بفترة وجيزة منعت الحكومة الإيرانية مواطنيها من الهجرة إلى الدول الأخرى. أحببت اسم «كندا»، فهي تبدو بلادا بعيدة قارسة البرودة ولكنها هادئة، وشقيقي وزوجته محظوظان لوجودهما هناك، فبإمكانهما أن يحييا حياة طبيعية، وألا يقلقا إلا بشأن الأمور العادية. فكر والداي في إرسالي إلى شقيقي كي أقيم معه، ولكن هذا الأمر لم يفلح، فكان علي أن أبقى وأحتمل المخاطرة.
وفي ذلك المساء وأنا في المنزل ظللت أراقب الطريق من شرفتي. لم يجلب النظام الجديد شيئا سوى الدمار والعنف، وتحولت المدرسة التي كانت فيما مضى أفضل شيء في حياتي إلى قطعة من الجحيم. كنت قد سمعت أن الحكومة تخطط لإغلاق كل الجامعات وإعادة هيكلتها فيما أطلقت عليه اسم «الثورة الثقافية الإسلامية»، كل هذا وقد مات أراش ولم يبق لي شيء. •••
كان معظم صيف عام 1980 هادئا، وسررت لأني سأبتعد عن المدرسة فترة وسأذهب إلى المنزل الصيفي. وفي شهر يوليو، كان أرام ووالداه يقضيان أسبوعين في المنزل الصيفي الذي تمتلكه عمته. كنت وحيدة أتطلع إلى مجيئهم، لكن عندما جاءوا وجدت نفسي أفكر في أراش وأفتقده أكثر من ذي قبل. كنت أنا وأرام نقضي معظم وقتنا بالمنزل نلعب الورق أو نمارس لعبته المفضلة «ماسترمايند»، وأحيانا نتنزه سيرا على الشاطئ، لكن لم يكن بوسعنا السباحة معا، لأن الفتيات أصبحن ممنوعات من ارتداء ملابس السباحة علنا. كان معظم أصدقائنا الذين تملك عائلاتهم منازل صيفية في المنطقة - بما فيهم نيدا - قد غادروا البلاد. قابلنا بعض الأصدقاء القدامى، لكننا كنا جميعا نخشى الحرس الثوري وأعضاء الجماعات الإسلامية الذين ينتشرون في كل مكان ويكرهون مرأى الفتية والفتيات معا، فطبقا للقوانين الجديدة التي تحكم البلاد كان هذا الأمر غير أخلاقي. •••
بدأت الحرب بين إيران والعراق في سبتمبر من عام 1980، وكنت قد عدت إلى المدينة. ذهبت في ذلك اليوم إلى منزل إحدى صديقاتي، وكنا نجلس في المطبخ نتناول الشاي وكعك الأرز بينما تريني حذاءها الرياضي الجديد الذي كان أبيض اللون بأشرطة حمراء على الجانبين. فجأة قطع حديثنا صوت دوي هائل تكرر مرتين، ويبدو كالانفجار. كنا في المنزل وحدنا.
ثم توالت المزيد من الانفجارات.
نظرنا من النافذة، ولكننا لم نتمكن من رؤية أي شيء. كانت صديقتي تقطن الطابق الأخير من بناية ذات خمسة طوابق تقع بالقرب من ميدان «جاله»، فقررنا الخروج سريعا إلى السطح، وفي الممر اصطدمنا ببعض الجيران الذين كانوا في طريقهم إلى هناك أيضا، وما إن بلغنا السطح حتى تمكنا من رؤية المدينة جيدا. كان اليوم صحوا مشمسا، وطبقة رقيقة من الضباب تغلف طهران، ثم سمعنا صوت الطائرات.
وهنا صرخ أحدهم: «انظروا هناك!»
على بعد بضعة أميال جنوبا كانت طائرتان نفاثتان مقاتلتان تحلقان باتجاه الشرق، وفي الأفق غربا تتصاعد أعمدة من الدخان في السماء. أحضر أحد الجيران مذياعا وفتحه، وسرعان ما أعلن مذيع منفعل أن طائرات ميج العراقية قد قصفت مطار طهران، وأن فرقا عسكرية من الجيش العراقي عبرت الحدود ودخلت إيران؛ لقد دخلت إيران الحرب.
قرأت عن الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الأهلية الأمريكية، وعن القنابل التي دمرت المدن ولم تخلف سوى الحطام والجثث، لكن تلك الحروب كانت في الكتب، حتى وإن كانت تلك القصص حقيقية فقد مر على حدوثها سنوات عديدة، أما الآن فقد اختلف العالم، ولن يسمح لأحد بتدمير المدن وقتل الآلاف من الأشخاص.
অজানা পৃষ্ঠা