তেহরানের বন্দিনী: ইরানের একটি কারাগারে এক নারীর উত্তরণের গল্প
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
জনগুলি
للحظة لم أتذكر ما حدث، ثم أخبرتها بالسبب.
بدا وكأنها لم تفهم ما قلت جيدا، فتساءلت: «ماذا قلت؟»
أعدت كلامي على مسامعها، فامتقع وجهها.
لم أستطع القيام بشيء سوى النوم، لم أستطع التفكير في «إيفين»، فلن يفيد التفكير شيئا. عندما كنت أستيقظ ليلا كي أذهب إلى دورة المياه أو أشرب، كنت أحيانا أجد أندريه جالسا بجواري وعيناه تحدقان في الفراغ ووجهه شاحب ممتقع وجسده ساكن تماما. كان يدرك أن لا شيء بيده، وأن عليه أن يدعني أذهب. حل السكون التام على المنزل، وبدا الصمت كأنه وحش مفترس قد ابتلعنا.
صباح يوم السبت ودعت أندريه وداعا خاطفا دون أن تلتقي أعيننا، ورفضت أن أعانقه، لأنني أعلم أنني لن أتركه إن عانقته. كنا قد اتخذنا قرارا، وعلينا أن نتحمل تبعاته، فبالرغم من كل شيء كنت أدرك منذ البداية أن الأمور سوف تتطور إلى هذا الحد. أقلني أبي إلى بوابة «إيفين» الرئيسية، إذ رأيت أن وجود أندريه معي يمثل خطرا كبيرا. ظل أبي هادئا، وطلبت منه أن يرحل في الحال، وراقبت سيارته وهي تختفي في أحد الشوارع الجانبية. تساءلت هل سيعذبونني، ولكن لم يعذبونني؟ من وجهة نظرهم كنت امرأة مسلمة ارتدت إلى المسيحية وتزوجت رجلا مسيحيا، وهكذا فإنني أستحق الموت. لم يكونوا بحاجة لانتزاع أي معلومات مني، بل كان الأمر يتعلق بعقوبة الإعدام. قلت لنفسي: «سوف أموت وكرامتي مصونة.» وما إن خطر في بالي ذلك حتى أدركت أنني على حق ما دمت أفعل الصواب وأتبع ما يمليه علي إيماني، كنت على يقين أيضا بأنه مهما كان ما حدث لترانه فلا ريب أنها ماتت مرفوعة الرأس أيضا.
أعدت إحكام الشادور وتقدمت نحو أحد الحرس الذين يقفون أمام البوابة وأخبرته بأمر المكالمة الهاتفية، فسألني عن اسمي، ودلف إلى المبنى، ثم عاد بعد بضع دقائق وطلب مني أن أتبعه. أغلق الباب المعدني الثقيل خلفي، ثم دخلنا غرفة صغيرة، فرفع سماعة الهاتف وطلب رقما، وقال: «إنها هنا.»
قد يكون هذا يومي الأخير في تلك الحياة، ربما كان حامد في الطريق كي يستقبلني، لكنني قطعت عهدا على نفسي بأن أحافظ على رباطة جأشي. وأخيرا فتح الباب ودخل محمد، فتنهدت ارتياحا. - «مارينا، أهلا بك. كيف حالك؟» - «بخير، وكيف حالك أنت؟» - «حمدا لله بخير. اتبعيني.»
فاتبعته، ولم يطلب مني أن أضع العصابة على عيني. كانت الأزهار تملأ المكان، وبدت في غير موضعها في «إيفين». قادني إلى أحد المباني، ودخلنا غرفة بها مكتب وخمسة أو ستة مقاعد، ووجدت صورة للخميني تحتل الحائط. - «اجلسي وأخبريني عن أحوالك منذ أن خرجت من هنا. ماذا كنت تفعلين؟» - «لا شيء، كنت أدرس معظم الوقت وحصلت على شهادتي الثانوية.» - «حسنا، وماذا أيضا؟» - «لا شيء.»
فابتسم وهز رأسه وقال: «لقد وقعت في المشاكل مرة أخرى، وأعتقد أنك تعلمين عم أتحدث، ولكنك سعيدة الحظ لأن لديك بعض الأصدقاء هنا. كان حامد ينوي شرا بك، ولكننا تمكننا من إيقافه.» - «ماذا تعني؟» - «لقد علم بأمر زواجك الثاني وحاول أن يستصدر حكما بإعدامك من محكمة الثورة الإسلامية، لكنك كنت تعلمين أن هذا قد يحدث، أليس كذلك؟» - «بلى.» - «ومع ذلك أقدمت على تلك الخطوة؟» - «نعم.» - «أتسمين هذا شجاعة أم حماقة؟» - «لا هذا ولا ذاك. الأمر أني فعلت ما رأيته صوابا.» - «حسنا، لقد حالفك الحظ تلك المرة، فالمتشددون مثل حامد يفقدون بعض نفوذهم في «إيفين» منذ فترة، وأعتقد أن اغتيال علي جعل البعض يدركون أن هؤلاء المتشددين قد تجاوزوا الحدود. كان علي قد طلب مني أن أحميك من الأخطار إن أصابه مكروه، ومع أنني أعارض ما فعلته فإنني أحترم رغبته، ولكنني لن أكرر ذلك مرة أخرى. لقد استدعيتك هنا كي أنبهك إلى ضرورة التفكير قليلا قبل أن تتصرفي في المرة القادمة.» - «أقدر لك ذلك.» - «آل موسوي يسألون عنك منذ فترة، وقد أخبرتهم بأنك ستكونين هنا اليوم فأتوا لرؤيتك.»
فتح الباب ودخلوا جميعا، وسررت لرؤيتهم كثيرا. كان علي الصغير قد كبر وأصبح طفلا رائعا يتعلم المشي، وأخذ ينظر لي بارتياب، وعانقتني أكرام ثم جلسنا جميعا.
অজানা পৃষ্ঠা