তেহরানের বন্দিনী: ইরানের একটি কারাগারে এক নারীর উত্তরণের গল্প
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
জনগুলি
كانت سارة تكتب على الحائط عندما دخلت زنزانتها، وقد فقدت المزيد من الوزن وازداد وجهها شحوبا. وضعت يدي على كتفيها، ولكنها لم تبد أي رد فعل. - «سارة، لقد افتقدتك كثيرا.»
كانت الجدران مغطاة بالكلمات التي أعادتني إلى حياتنا القديمة: منزل سارة الذي يضم مشتلا للأزهار، ووالدتها تجلس على أرجوحة في الساحة، ووالدها يقرأ أشعار حافظ، وسيرس يلعب كرة القدم مع أصدقائه، ومدرستنا ذات النوافذ المرتفعة، والعودة إلى المنزل سيرا على الأقدام من متجر روستامي أغا وأنا ألعق المثلجات. كتبت سارة المزيد والمزيد من الكلمات، حتى إنها لم تنس الكتابة عن حافظة أقلامي. لم أكن أرغب في استحضار كل تلك الذكريات، فالالتفات إلى الماضي يعصر قلبي ألما ويزيد اشتياقي للعودة إلى المنزل؛ المنزل الذي بدا كأنه بعيد آلاف الأميال، لكنه موجود في مكان ما بعيدا عن «إيفين»، حتى ولو كان أعلى قمة «إفرست» لتسلقتها، ولتسلقت عشر قمم مثلها كي أصل إليه. - «سارة، أعلم أنك تسمعينني، ومعظم ما كتبت من ذكريات تخصني أيضا. ما زالت بيوتنا موجودة، وعليك أن تنجي من «إيفين» حتى تعودي. ما زال منزلك هناك في انتظارك، ولا تنسي أن الغد يأتي دائما، لكن عليك أن تكوني موجودة لتعيشيه؛ حتى سيرس يريد منك ذلك. خوضي تلك المعركة لأجله، ولأجل أمك وأبيك.»
أمسكت كتفي سارة وأدرت وجهها لتواجهني. «حامد هو من يرغب في بقائك على تلك الحال كي تخسري، فلا تعطيه تلك الفرصة. سوف تعودين إلى المنزل. لو تعلمين ما فعلته أنا! النوم في فراش علي صعب، لكن عليا يختلف عن حامد، فبداخله طيبة، وهو يحبني ... لكنه أمر صعب؛ أصعب مما تتخيلين.»
طوقتني سارة بذراعيها أكثر فأكثر، وعانقت إحدانا الأخرى وانخرطنا في البكاء. •••
بعد نحو أسبوعين قضيت معظمهما في القراءة، فيما عدا الأوقات التي كنت أقضيها مع علي، انضمت إلي أول رفيقة في الزنزانة، وتدعى سيما. كانت عيناها بنيتين واسعتين، ومع أنها تبدو في الثالثة عشرة على أقصى تقدير، فقد فوجئت بأنها في الخامسة عشرة. طلب منها الحارس الذي أحضرها إلى الزنزانة أن تنزع العصابة قبل أن يغلق الباب خلفه، فنزعت العصابة وفركت عينيها وضيقتهما، ثم حدقت إلي بعينين يطل منهما الذعر.
سألتني من أكون، فأخبرتها باسمي، وبأني سجينة مثلها، فبدت عليها علامات الارتياح قليلا، ثم جلست وقد تركت مسافة كافية بيننا. كانت قدماها متورمتين قليلا، فسألتها هل تؤلمانها.
بكت، وقالت: «لقد عذبوني!»
اقتربت منها أكثر وأخبرتها أني تعرضت للتعذيب أيضا ولفترة أطول منها، فسألتني كم لبثت في «إيفين»، فقلت: «سبعة أشهر.» - «سبعة أشهر؟ إنه وقت طويل جدا. هل قضيت كل هذا الوقت في هذه الزنزانة؟»
أوضحت لها أني كنت في «246»، وأنها قد تذهب إلى هناك أيضا بعد انتهاء فترة التحقيق انتظارا لمحاكمتها. سألتني كم يستغرق ذلك الأمر من وقت، فأجبتها أنه قد يتراوح ما بين بضعة أيام إلى بضعة أشهر، فعادت تسألني هل مثلت للمحاكمة. - «نوعا ما.» - «وما الحكم الذي صدر ضدك؟» - «السجن مدى الحياة.» - «يا إلهي!»
أخبرتني أنها لا تتخيل حياتها في «إيفين» أكثر من أسبوع. سألتها من تولى التحقيق معها، فقالت إنه علي، وإنه كان دنيئا للغاية.
অজানা পৃষ্ঠা