তেহরানের বন্দিনী: ইরানের একটি কারাগারে এক নারীর উত্তরণের গল্প
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
জনগুলি
انشرح صدري قليلا عما كنت عليه منذ وقت طويل، وبدأت إعداد العشاء بعد تناول الغداء مباشرة. خرج علي مدة ساعتين، وعندما عاد كان المنزل يعبق برائحة اللازانيا، ويخنة اللحم وعيش الغراب، والأرز، وكنت قد بدأت للتو في إعداد كعك التفاح عندما دخل المطبخ وأخبرني أن رائحة الطعام أثارت شهيته. سألني هل علمتني أمي الطهو، لكني أخبرته أن أمي لم تكن صبورة لتعلمني أي شيء؛ كنت أحب الطهو، وتعلمت من الكتب. عرض علي أن يعد الشاي، ووضع الماء في إناء كي يغلي، وبعد أن وضع بعض أوراق الشاي في إبريق الشاي الخزفي تقدم نحوي وأنا أعد بعض البيض. ما زال يخيفني؛ ففي كل مرة يخطو فيها بقربي؛ في كل مرة أشعر بأنفاسه على جسدي؛ في كل مرة يلمسني فيها أرغب في الهرب. أحاط وجهي بيديه وقبل جبيني، وتساءلت هل سأعتاد على لمسته يوما.
وصل والدا علي وأكرام ومسعود، وسروا بكل ما أعددته. كانت والدة علي مصابة بالبرد، فأعددت لها بعض الشاي بالليمون بعد أن تناولنا العشاء والحلوى، وأحضرت لها بطانية كي ترتاح على الأريكة ، بينما دخلت أكرام المطبخ معي كي تساعدني في غسل الأطباق.
قالت أكرام بابتسامة متكلفة: «كان العشاء لذيذا.»
استطعت أن أشعر بعدم الارتياح في صوتها، لكنها حاولت التعامل معي بلطف، وقدرت لها ذلك. - «أشكرك، لست طاهية ماهرة، لكني أحاول. أنا على ثقة أنك أكثر مهارة مني في الطهو.» - «ليس إلى هذا الحد.»
ملأ الصمت الفراغ، وبدأت أضع بقايا الطعام في الثلاجة، وفجأة سألتني: «لماذا تزوجت أخي؟»
نظرت في عينيها مباشرة، ولكنها تهربت من نظرتي. - «هل أخبرك أخوك أي شيء عما حدث بيننا؟» - «لم يخبرني بالكثير.» - «ولم لا تسألينه؟» - «لن يخبرني، وأود أن أسمع منك أنت.» - «تزوجته لأنه أراد ذلك.» - «هذا ليس كافيا.» - «ولم لا؟ لم تزوجت أنت زوجك؟» - «كان زواجي تقليديا، فقد اتفق والداي مع والدي زوجي على أن أتزوج ابنهما عندما أكبر، لكنك تنتمين إلى عائلة مختلفة وثقافة مختلفة، ولو لم ترغبي في الزواج منه لكان بإمكانك الرفض.» - «ولم تظنين أني لم أرغب في الزواج منه؟» - «لا أدري؛ أعلم ذلك فحسب، فالمرأة يمكنها أن تشعر بتلك الأشياء.»
أخذت نفسا عميقا وقلت لها: «لا تنسي أنني سجينة، وقد هددني علي بأنني إن لم أتزوجه فسوف يلحق الأذى بمن أحب.» - «لا يمكن أن يفعل علي شيئا كهذا!» - «ولهذا السبب لم أرد إخبارك. كنت أعلم أنك لن تصدقيني لأنك تحبين أخاك.» - «هل تقسمين على المصحف بأنه قد فعل ذلك؟» - «نعم، تلك هي الحقيقة.»
انهارت على أحد المقاعد، وهزت رأسها. - «إنه أمر فظيع! هل تكرهينه لهذا السبب؟»
لم أدر ماذا أقول، ليس لأنني لا أرغب في قول الحقيقة، بل لأني أدركت أني لا أعرف الإجابة الحقيقية لهذا السؤال. منذ بضعة أيام كنت أستطيع أن أقول باقتناع تام إنني أكرهه، لكنني لم أعد متأكدة من حقيقة مشاعري. شيء ما تغير؛ ليس تغيرا جذريا، بل تغيرا طفيفا. لم أفهم سبب تغير مشاعري نحو علي قليلا، كل ما كنت أعرفه أن لدي كل الحق في أن أكرهه. - «كلا، لا أدري. كنت أكرهه، لكني لم أعد كذلك، فالكراهية كلمة كبيرة جدا.»
نظرت في عيني. - «وهل اعتنقت الإسلام مضطرة أيضا؟» - «نعم.» - «إذن لم تكوني مقتنعة؟» - «كلا، لكن لا تنسي أني صارحتك بالحقيقة لأنك أصررت على معرفتها، ولم أرغب في الكذب، لكن الأمر قد انتهى الآن. لقد أصبحت مسلمة وزوجة لأخيك، وقد قطعت وعدا بأن أكون مخلصة له وسأفي به. لا أرغب في الحديث عن ذلك الأمر، فما حدث قد حدث.» - «ليوفقك الله ويمدك بالعون؛ لا بد أنه أمر عسير عليك.» - «على الأقل يسعدني أن هناك من يفهم ذلك.»
অজানা পৃষ্ঠা