তেহরানের বন্দিনী: ইরানের একটি কারাগারে এক নারীর উত্তরণের গল্প
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
জনগুলি
لمس يدي، فتوقف قلبي عن الخفقان لحظة. كانت يده باردة كالثلج. - «عليك أن تغادري البلاد.» - «أندريه، كن واقعيا، فمع كل تلك المتاعب التي أوقعت نفسي فيها من المحال أن يستخرجوا لي جواز سفر، وعبور الحدود بطريقة غير قانونية ليس خطرا فحسب، بل إنه يتطلب الكثير من النقود، ولن يستطيع والداي تحمل تلك النفقات.» - «هل يعلم والداك بكل ذلك؟» - «يعرفان بعضه.» - «إذن فأنت تعنين أنك في انتظار إلقاء القبض عليك؟» - «وهل لدي خيار آخر؟» - «يمكنك الاختباء.» - «سوف يعثرون علي، ثم أين يمكنني أن أختبئ؟ وهل من العدل أن أعرض الآخرين للخطر؟»
أدركت أن صوتي قد ارتفع؛ إذ تردد صداه عبر السقف. جلسنا صامتين هنيهة، ثم أحاط أندريه كتفي بذراعه، فاتكأت عليه وأنا أشعر بدفء جسده. عندما أكون معه يتملكني شعور عارم بالانتماء وكأنه وطني؛ كأني وصلت وجهتي بعد رحلة محفوفة بالمخاطر. هأنذا أقع في الحب مرة أخرى، وهو ما أورثني شعورا بالذنب. لم أكن أرغب في خيانة أراش، لكن للحب سلطانا على القلوب لا تقوى على معاندته. إنه كالربيع يتسلل إلى سطح الأرض في نهاية الشتاء، وكل يوم ترتفع درجة الحرارة قليلا، وتنمو البراعم الجديدة فوق أغصان الأشجار، ويطول بقاء الشمس في السماء دقائق عن اليوم السابق، وقبل أن يدرك أحد ذلك، يغمر العالم الدفء والألوان. •••
في أواخر يونيو من عام 1981، وبعد يومين من وصولنا أنا وأمي إلى المنزل الصيفي لقضاء الصيف هناك، اتصل بي أرام وسألني هل سمعت أن البرلمان اتهم الرئيس بني صدر بالخيانة بإيعاز من الخميني، وذلك بسبب معارضته لإعدام السجناء السياسيين وكتابته خطابات إلى الخميني يحذره فيها من الدكتاتورية. لم أكن سمعت بذلك، فليس لدينا في المنزل سوى مذياع قديم لا يعمل بكفاءة، وليس بإمكاننا الاستماع إلى إذاعة «بي بي سي»، ولم نكن نهتم بمشاهدة قنوات التلفاز المحلية. وبعد مرور بضعة أيام أخبرني أرام أن بني صدر تمكن من الهرب إلى فرنسا، لكن ألقي القبض على العديد من أصدقائه، ونفذت فيهم عقوبة الإعدام.
وفي الثامن والعشرين من يونيو فتحت أمي التلفاز قبل أن نجلس لتناول العشاء، فوجدنا أنه في وقت سابق من ذلك اليوم انفجرت قنبلة في مقر «الحزب الجمهوري الإسلامي» أثناء انعقاد اجتماع له، مما أدى إلى مصرع أكثر من سبعين من أعضاء الحزب معظمهم من مسئولي الدولة، بما فيهم آية الله محمد بهشتي رأس السلطة القضائية والأمين العام للحزب، وأعلنت الحكومة مسئولية «المجاهدين» عن الحادث.
وفي بداية شهر أغسطس تولى السلطة الرئيس محمد علي رجائي المعروف بأنه أحد قادة «الثورة الثقافية الإسلامية». استمرت فترة رئاسته أسبوعين فقط، ففي الثلاثين من أغسطس انفجرت قنبلة في حجرة مكتب رئيس الوزراء مما أدى إلى مصرع الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس شرطة طهران، وأعلنت مسئولية «المجاهدين» عن هذا الحادث أيضا، لكني سمعت شائعات عن أن كلا الانفجارين كان نتيجة للصراعات الداخلية بين الفصائل المتناحرة من داخل الحكومة.
بدا وكأن البلاد دخلت في حالة حداد دائم؛ ففي كل شارع تعلو مكبرات الصوت بالأناشيد والموسيقى الدينية، وتسير مجموعات من الرجال في الشوارع يلطمون صدورهم بأيديهم أو يضربون ظهورهم بالسلاسل الحديدية على الطريقة الشيعية، بينما يتبعهن النساء باكيات منتحبات. أصبت بالصدمة من تلك الأحداث، واستغرقت أكثر في قراءة الكتب التي كانت تمنحني عالما أكثر اعتدالا ورحمة وقابلية للفهم.
وقبل نهاية الصيف قررت ألا أعود إلى المدرسة. ما الفائدة من عودتي؟ لقد عجزت عن التكيف مع القواعد الجديدة، وسأزج بنفسي في المزيد من المشاكل مع محمودي خانم والمعلمات.
فور عودتنا إلى طهران انتظرت اللحظة المناسبة كي أخبر أمي بقراري. كنت على يقين من صعوبة الحصول على موافقتها، فهي شديدة الفخر بحصول شقيقي على شهادة البكالوريوس، ودائما تمتدح أصحاب المؤهلات العليا، لكنها لا تستطيع إجباري على الذهاب إلى المدرسة، فأنا أعلم أن موقفي سيزداد سوءا إن قضيت يوما آخر هناك.
كنا قد اشترينا بعض قطع الأثاث للغرفة التي كانت فيما مضى استوديو الرقص الخاص بأبي؛ أربعة مقاعد كبيرة مغطاة بنسيج مخملي باللون الأخضر الداكن، ومائدتا قهوة باللون الأسود، ومائدة طعام حولها ثمانية مقاعد، وخزانة جانبية لأدوات الطعام، بينما بقيت صالة الانتظار كما هي، بها مائدة مستديرة في المنتصف حولها أربعة مقاعد جلدية سوداء، ومدفأة كيروسين بين مقعدين لتدفئة الغرفة في الشتاء. تحب أمي الحياكة دائما، ومنذ نجاح الثورة أصبحت تقضي معظم وقتها جالسة على المقعد الذي يقع إلى يسار المدفأة تحيك لنا السترات والمفارش وأغطية الأسرة. عندما دخلت الغرفة في ذلك اليوم كانت تجلس مسترخية في مقعدها المفضل ترتدي نظارتها، فجلست على المقعد المواجه لها، وظللت صامتة بضع دقائق أستجمع فيها شجاعتي كي أبدأ الحديث. - «أمي!»
أجابت دون أن تنظر إلي: - «ماذا هناك؟» - «لا يمكنني العودة إلى المدرسة، على الأقل هذا العام.»
অজানা পৃষ্ঠা