সাহিউনিয়া
الصهيونية: ملخص تاريخها، غايتها وامتدادها حتى سنة ١٩٠٥م
জনগুলি
الأنتيسيمتزم أو مضادة اليهود
وجاء في المجلد الثاني عشر من الأنسيكلوبيديا اليهودية، صفحة 670، أن ظهور الأنتيسيمتزم وانتشارها أثر أيضا على إنماء حركة الصهيونيين الحديثة.
فإن اليهود ظنوا أنهم بإحرازهم الحرية السياسية، وبانكسار الأبواب القديمة، وبموآنستهم الأمم يقضون على روح كراهة اليهود القديم.
ولكن الأمر جاء بخلاف ما كانوا يؤملون؛ فإن الحرية السياسية لم تخولهم المساواة الاجتماعية، والشعور القومي انقلب شديدا عليهم.
وفي الزمن الذي انتعش فيه شعورهم العنصري بعدما كان نائما، وحينما بدأ عمل الاستعمار في فلسطين يولد حماسا في قلوب جماعات اليهود اشتدت كراهة الأمم لهم، ومنذ سنة 1881، أخذت هذه الروح «الأنتيسيمتزم» تتقوى في أوروبا، وقد استخف بها بادئ بدء في أوروبا الشرقية؛ لأنهم زعموا أنها تضمحل أمام رقي الآداب والتعليم في تلك البلاد ، ولكن هذا الرجاء انتهى باليأس.
وكان لا بد من أن اشتراك بلدان ألمانيا وفرنسا والنمسا بهذا الروح، وعمل حكوماتها مع الأهالي بالاتفاق أن يحدث رد فعل في اليهود.
كثيرون منهم بقوا رغم انتشار «الأنتيسيمتزم» يعتبرونها عارضا ولا بد من زواله، غير أن بعضهم في أميركا وأوروبا الغربية اعتقدوا بوجود أسباب لها أعمق من أن تكون سطحية، وافتكروا أن يجدوا هذه الأسباب فيما يشعر به أقوام كثيرون من عدم إمكان مساواة اليهود بهم، وتخويلهم مقدار حرية الفرد والمجموع التي اعتقد اليهود بضرورتها لهم لحفظ صفاتهم الفردية.
وزد على ذلك أنهم شاهدوا أن نتيجة تجارب إخوانهم في إجابة مطالب الغير أسفرت عن ارتداد عائلات عديدة رئيسية في عصر المندلسونيين إلى النصرانية، وخافوا أن تؤدي إلى حل الروابط التي تربط اليهود معا، وتنتهي إذا استمرت بابتلاعهم، ومحو اليهودية من بين المذاهب.
الجماعات اليهودية الكبرى كانت تدرأ عنها صدمات الأنتيسيمتزم المتوالية بمقاومات سلمية، مما جعل عقلاء المسيحيين في جمعيات النمسا وألمانيا أن يعارضوا المضادة اليهودية، غير أن الفئة الصغرى المار ذكرها رأت بأن تقابل الأنتيسيمتزم بالرجوع إلى ما اعتبروه أساسا للحياة اليهودية - فكرة استمرار بقاء اليهود كشعب - فاتحاد هذا السير مع تنبيه الشعور الجنسي اليهودي واستعمار فلسطين الخيري ولد الحركة الصهيونية الجديدة.
الكرمل: نقرأ بين سطور هذا التعليل الذي جاءت به الأنسيكلوبيديا أن لليهود بعدما نالوا حريتهم السياسية في البلدان الأوروبية التي مر ذكرها؛ جعلوا الشعوب الأوروبية العريقة بالمدنية، والراغبة في منح الحرية والمساواة لكل من يخضع لقوانينها، ويحترم حقوق الوطنية فيها، لا سيما الفرنساويين منها، تنفر من نعرتهم، وأميالهم الجنسية، ومباديهم القومية، وتجاهر بمضادتهم، فأدرك اليهود أن هذه الشعوب صارت حية، وتميز بين النافع والضار، وما عادت تغتر بالأقوال الموهومة، ولا تترك مصالحها غنيمة لغيرها، فحولوا أنظارهم نحونا، وعلقوا آمالهم علينا، وعلموا أن للقبعة شأنا عظيما عندنا، وأننا نرغب بمداواة الحاضر بالحاضر، وأننا نعلق آمالا كبيرة على المواعيد، فوضعوا على رءوس ألسنتهم حلاوة، فبشر السطحيون منا أنفسهم بالانتفاع بأموالهم، وبتعمير البلاد بهم.
অজানা পৃষ্ঠা