أشياء قليلة كانت تحدث في «أوموارو» لم يكن يعرفها «إيزولو»، لكنه عرف أن كهنة «إيديميلي» و«أجوجو» و«أيرو» و«أودو» كانوا يشعرون بالحزن والضيق لاختيار «أولو» إلها فوق كل الآلهة القدامى، فانتابه إحساس بأن أحدهم سيقوم بعمل ما يتجاوز مجرد الإحساس بالحزن والضيق، وأنه سيجرؤ على تحدي «أولو».
بدأت صداقة «واكا» و«إيزيديميلي» منذ كانا شابين صغيرين، ودائما ما كانا يلتقيان .. ولد أحدهما قبل الآخر بثلاثة أيام، وكان «واكا» هو الأصغر .. هكذا قالت أمهاتهم .. كان كلاهما يجيد المصارعة، غير أنهما كانا مختلفين تماما.
كان «واكا» طويلا ذا جلد لامع ومضيء بينما «إيزيديميلي» قصير وأسود كالفحم .. مضى كل منهما في حياته بعيدا عن الآخر، غير أن «واكا» كان دائما ما يطلب النصح من صديقه قبل القيام بعمل أي شيء، وكان هذا ما يثير الدهشة والعجب؛ لأن «واكا» كان رجلا عظيما وخطيبا بارعا ، وكان أصدقاؤه يدعونه «صاحب الكلمة» .. كانت صداقته مع «إيزيديميلي» هي سبب عداء «إيزولو» الشديد.
ذات يوم كان «واكا» جالسا مع «إيزيديميلي» في كوخه يشربان النبيذ ويتبادلان الحديث عن شئون «أوموارو». وكالعادة تحول الحديث إلى ذكر «إيزولو»، ثم سأل «إيزيديميلي»: ألم يسأل أحد عن إزالة رأس كاهن «أولو» من الجسد لحظة الموت؟
كان السؤال بلا إجابة طوال أجيال عديدة، ولم يكن «واكا» يعرف الإجابة.
قال: في الحقيقة أنا لا أعرف، ويمكن القول إن «إيزولو» نفسه لا يعرف.
أفرغ «واكا» النبيذ في قدحه ضاربا إياه مرتين على الأرض وقد انتابته حالة من الشوق لسماع القصة العظيمة، لكنه لم يظهر اشتياقه وترقبه .. صب لنفسه قدحا آخر، ثم استطرد قائلا: «إيزيديميلي» إنها حكاية شيقة، ولا أعتقد أنني أخبرت بها أحدا من قبل .. لقد سمعتها من آخر «إيزيديميلي» قبل أن يموت.
توقف قليلا، وتناول بعضا من النبيذ، وأضاف: إن هذا النبيذ مخلوط بالماء.
ثم واصل حديثه قائلا: إن كل ولد في «أوموارو» يعرف أن «أولو» من صنع آبائنا، لكن «إيديميلي» كان موجودا منذ بدء الحياة ولم يصنعه أحد .. هل تعرف معنى «إيديميلي»؟
كان قدح النبيذ بين شفتي «واكا» الذي هز رأسه برفق وقال: إن «إيديميلي» تعني عمود الماء أو الأساس .. تماما مثل قائمة هذا البيت التي تحمل السقف .. إن «إيديميلي» يتحكم في السحب الممطرة كي لا تتساقط .. «إيديميلي» يختص بالسماء؛ ولهذا فإنني أنا الكاهن الخاص به لا أبحث في أرض مكشوفة.
অজানা পৃষ্ঠা