136

كان التقرير من سكرتارية الشئون القومية للحكم غير المباشر في غرب «نيجيريا»، وذكرت الملاحظة المصاحبة للتقرير من ملازم الحكومة بأن التقرير قد تمت مناقشته كاملا في الاجتماع مع كبار الضباط في «أنوجو »، ومما يؤسف له عدم حضور الكابتن «وينتربوتوم» بسبب مرضه.

لم يكن ثمة ما يشير إلى تغيير في السياسة، لكن التقرير كان يطلب من «وينتربوتوم» أن يتناول الأمر بحصافة؛ فالإدارة لا تفسد عقول الوطنيين، أو تخلق انطباعا من التردد والحيرة.

استطاع «كلارك» بعد أيام أن يخبر «وينتربوتوم» عن ذلك التقرير، وعن خطاب ملازم الحكومة الذي أظهر عدم الاهتمام.

كان الكابتن ما يزال متأثرا من الحمى فلم يقل شيئا، ولكنه راح يتمتم قائلا: اللعنة على ملازم الحكومة.

الفصل السادس عشر

قرر «إيزولو» العودة إلى بلده بمفرده، فتوسل إلى «جون وديكا» أن يبقى ولكن دون جدوى .. كان موسم المطر حين رحل مع رفيقه، وكان الصباح جافا وموحيا بالأمل.

قال «جون وديكا»: إنها رحلة طويلة لا يستطيع رجل مثلك القيام بها بمفرده، وإذا كنت مصرا على العودة اليوم فيجب أن أذهب معك، وإلا فعليك أن تنتظر موعد زيارة «أوبيكا» غدا.

أجاب «إيزولو»: لا أستطيع الانتظار ليوم آخر؛ فأنا كالسلحفاة التي تم اصطيادها في حفرة من الروث طوال سوقين كاملين، وعندما جاء أحد لشدها في اليوم الثامن قالت له أن يسرع؛ لأنها لم تعد قادرة على الوقوف وسط تلك الرائحة الكريهة.

رحل «إيزولو» مرتديا المئزر، ومن فوقه رداء التوجا الأبيض، الذي يمر عبر الإبط الأيمن، ونهايته ملقاة فوق الكتف الأيسر، الذي يحمل فوقه حقيبته المربوطة بالقشاط، كان ممسكا بعصاه الطويلة في يده اليمنى ورمح ذي نهاية مدببة يحمله كل الرجال ذوي الشأن في المناسبات المهمة، وفوق رأسه كان يرتدي كاب الأوزو الأحمر المربوط بعقد من الجلد، يتدلى منه إلى الوراء ريش النسر، بينما كان «وديكا» يرتدي قميصا بنيا فوق بنطلونه الكاكي.

ظل الطقس جميلا حتى منتصف الطريق بين «أوكبيري» و«أوموارو»، ثم بدأ المطر يتساقط بشدة، وكأنه يشير لهما بانتهاء الوقت الذي يمكنهما فيه العثور على مأوى.

অজানা পৃষ্ঠা