دخل الشرطيان فشاهدا امرأة عجوزا تمضغ اللبان، تطلعت إليهما بفزع ولم تفهم أيا من الأسئلة التي وجهت إليها، كما بدت وكأنها لا تتذكر حتى مجرد اسمها .. دخل ولد صغير يمسك بشقفة صغيرة لإحضار فحم محروق لأمه كي تشعل النار، وكان هذا الولد هو الذي قاد الرجلين إلى مكان «إيزولو»، وفور خروجه معهما التقطت العجوز عصاها وحركتها بسرعة مدهشة في اتجاه كوخ أمه لتبين ما فعله الولد، ثم عادت إلى كوخها ببطء شديد وهي تنحني مستندة إلى عصاها المستقيمة، كان اسمها «وانيك»، وكانت أرملة بلا أطفال .. سمعت الولد «أوبيلو» يبكي.
كان الشرطيان في ذلك الوقت قد وصلا إلى كوخ «إيزولو»، ولم يكونا في حاجة إلى المراوغة، فراحا يتحدثان بغضب وبشكل مباشر ثم تساءل البدين: أي منكم يدعى «إيزولو»؟
سأل «إيدوجو»: أي «إيزولو»؟ - لا تسأل مرة ثانية عن أي «إيزولو»، وإلا فسوف أستخرج بذور الأكرو من فمك .. من الذي يدعى «إيزولو» هنا؟ - أي «إيزولو»؟ أم أنك لا تعرف عمن تبحث؟
كانوا أربعة آخرين في الكوخ ولم يقل أحد شيئا .. ازدحم الأطفال والنساء عند الباب المؤدي للكوخ، واكتست الوجوه بالخوف والقلق.
قال البدين بالإنجليزية: حسنا، أي «إيزولو»!
ثم قال بالإنجليزية أيضا:
Gimedatting .
كانت هذه الكلمة الأخيرة الموجهة إلى رفيقه، الذي سارع بإخراج القيود من جيبه.
كانت القيود في نظر القروي من أسلحة الرجل الأبيض الأقل رهبة وشأنا، فبدا لهم الرجل بذلك القفل الحديدي عاجزا وحقيرا؛ لأن تلك الطريقة هي التي يتعاملون بها مع المعتوهين والخطرين فقط.
تحرك الشرطي ذو السحنة القاسية صوب «إيدوجو» ممسكا بقيوده الحديدية، فتقدم «أكيوبو» للأمام بصفته كبير البيت، وناشد الشرطيين ألا يغضبا من «إيدوجو» وقال: إنه يتحدث كما يفعل الشباب، وأنتم تعرفون أن الشباب دائما متهور، لكن الرجل العجوز يسعى للمصالحة.
অজানা পৃষ্ঠা