114

أقسم «جون وديك»، خولي الكابتن «وينتربوتوم»، بينه وبين نفسه ألا يذهب إلى عشيرته مرة أخرى كمبعوث من الرجل الأبيض، كما فعل آخر مرة لاستدعاء «إيزولو»، لكن عليه الآن أن يرافق رجلي البوليس وقد عرف أن أحدهما يحمل قيدا لليدين للقبض على كاهن «أولو»، فازداد إصراره على عدم الذهاب، لكنه لا يستطيع أن يقول لا لسيده، وافق على الذهاب وهو يفكر في خطة ما، تبع رجلي البوليس قبل صياح أول ديك في الفجر، وكان يرتعش ويدثر نفسه بتلك البطانية التي أهداها له كابتن «وينتربوتوم»، عندما أنجبت زوجته طفلا منذ أربعة شهور مضت.

ظل يتطلع إلى الرجلين ويهمس وفور وصولهم إلى «أوموارو» قال: إن أي طفل رضيع يستطيع أن يدلكم على منزل «إيزولو».

دخل الشرطيان «أوموارو» أثناء وقت الإفطار، والتقوا برجل يحمل إناء من النبيذ سرعان ما استوقفوه، فقال القائد البدين «ماثيو ويك»: أين منزل «إيزولو»؟

حدق الرجل بريبة إلى الغرباء، وأجاب بعد وقت طويل وكأنه كان يستجمع ذاكرته: «إيزولو»؟ أي «إيزولو»؟

فسأله البدين بغضب: كم «إيزولو» تعرف؟

قال الرجل مرددا: كم «إيزولو» أعرف؟ أنا لا أعرف أي «إيزولو». - ولماذا سألتني ما دمت لا تعرف أيا منهم؟ - لماذا سألتك ...؟

صاح الشرطي بالإنجليزية: اخرس أيها الأحمق. - قلت بأنني لا أعرف أي «إيزولو»؛ فأنا غريب هنا.

وكذلك كان الأمر مع رجلين آخرين لم يتحدثا بأكثر أو أقل من ذلك، وقال أحدهما إن «إيزولو» الوحيد الذي يعرفه هو رجل «أوموفيا».

أصيب الرجلان بالدهشة، وكانت إثارة الخوف هي الطريقة الوحيدة التي تجعل الناس يتكلمون، لكن الضابط الأوروبي حذرهما من استخدام العنف والتهديد، وخاصة عدم استخدام القيود إلا في حالة المقاومة، لكنهما كانا على يقين بعدم العثور على منزل «إيزولو» بدون استخدام بعض العنف، وأنهما سيظلان في أرجاء «أوموارو» حتى غروب الشمس إذا لم يظهرا كثيرا من الردع، وعندما جاء رجل وحاول الهرب والمراوغة قاما على الفور بصفعه، وجعلاه يشاهد القيود، وهكذا تحققت النتيجة المطلوبة، فسألهما الرجل أن يتبعاه، ومضى في اتجاه الأرض التي يبحثان عنها، وأشار عليهما قائلا: ليس من عادتنا أن نبين لأحد من الجيران الدائنين الطريق إلى كوخه؛ ولهذا لن أستطيع الدخول معكم.

أطلق الشرطيان سراحه، فجرى بأقصى سرعته.

অজানা পৃষ্ঠা