সহিহ সুন্নাহ
صحيح السنة بين أهل السنة والسنة
জনগুলি
ومن هنا يقول الله تبارك وتعالى: ?فاسقم كما أمرت ومن تاب معك...الآية?، وقال تعالى: ?إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا...الآية?.
إذا فالآيات القرآنية التي تقدمت في فضل الصحابة، والتنويه بشرفهم، وبثوابهم، ورضوان الله تعالى عليهم هي واردة فيمن استقام على التقوى، ولم يغير، ولم يبدل.
أما من علم تلبسه بكبائر العصيان ومات مصرا على ذلك، فليس له من ذلك الرضوان وتلك الفضائل حظ ولا نصيب.
ولهذا فإن الله تعالى قد حذر في كتابه أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم خصوصا، ووجه التحذير إليهم وحدهم، فقال تعالى مخاطبا لهم: ?يا أيها الذين آمنوا لاترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولاتجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لاتشعرون?، فهذا دليل على أن المعصية إذا صدرت من الصحابي أبطلت عمله، وهذا دليل على ما قلنا من أنه يشترط لبقاء فضلهم استمرار التقوى.
وهذه الآية خطاب للصحابة وحدهم ؛ لأنهم هم الذين يتأتى منهم رفع الصوت فوق صوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد روى البخاري أنها نزلت في أبي بكر وعمر، قال: كاد الخيران أن يهلكا رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قدم عليه ركب من بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس، وأشار الآخر برجل آخر، فقال أبو بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي، وقال عمر لأبي بكر: ما أردت إلا خلافي، فتماريا، فارتفعت أصواتهما، فأنزل الله تعالى هذه الآية، ذكر ذلك ابن كثير في تفسير هذه الآية، ووفد بني تميم في سنة تسع، وكانت الحديبية في سنة ثمان.
পৃষ্ঠা ৩