نداء السنة
قال تعالى: ?وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا? وقد هجرت السنة أيضا يا رسول الله، ?أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض?.
وكأني بمن يدعي السنة، وينتسب إليها يقول هذا سب للصحابة، هذه أقوال الرافضة، وأقوال الشيعة.
ولكن لاتهمنا هذه الشتائم، الذي يهمنا هو الإهتمام بطاعة الله، وطاعة رسوله فحين سمعنا آية التطهير، وآية المودة، وحديث الثقلين، وأحاديث كثيرة من السنة تحتم علينا حب آل الرسول، ومتابعتهم عملنا بذلك، رضي من رضي، وغضب من غضب.
ونقول لهؤلاء: الحق أكبر من الصحابة، والحق أحق بالإتباع.
قالوا: قد استقر رأي المسلمين على السكوت عما جرى بين الصحابة.
قلنا في الجواب: قد أخذ الله على المؤمنين أن يقولوا الحق على الإطلاق، فقال تعالى: ?يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين?، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث مشهور: ((والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)).
وفي كلام لعلي عليه السلام قاله لبعض المسلمين: (والله لو أن الحسن والحسين فعلا مثل الذي فعلت لما كان لهما عندي هواده ولا ظفرا مني بإرادة حتى آخذ الحق منهما...إلخ).
وكم في القرآن والسنة من أمر بقول الحق، وحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد لعن بنوا إسرائيل على سكوتهم عن ذلك، وقد أهلك الله قوم صالح جميعا حين عقرت الناقة، والعاقر واحد لما رضوا بذلك وسكتوا.
وبعد، فإنه لم يسكت المسلمون في القرن الأول ولا الثاني، بل جعلوا ذكر علي عليه السلام بالشتم واللعن سنة في خطبة الجمعة والعيدين، نعوذ بالله من العمى والضلال، فما سكت خير القرون ولا القرن الذي يليه.
পৃষ্ঠা ১