التمذهب
الحمد لله وحده:
قال الجلال في شرح المقدمة في كتابه ضوء النهار ص67 الجزء الأول: ثم التزام مذهب إمام معين هو التمذهب الذي هو منشأ فرقة أهل الإسلام المنهي عنها بصرائح القرآن، إذ لو أخذ المقلد عن غير معين لاجتمع المسلمون على إمامهم الأول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان في أقواله وأفعاله غنية عن قول كل إمام، ولكن هكذا فليكن الإجتهاد لتقويم البدع، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
التعليق:
1 كلام الجلال هذا صادر عن وهم وجهل أو تجاهل فالتمذهب ليس منهيا عنه، المنهي عنه أيها الجلال هو مخالفة الحق المتمثل في الكتاب والعترة فمن خالفهما ضل وهلك سواءا كان ملتزما لمذهب إمام معين أم لا، فهذا هو الذي يمكن أن تقام عليه البرهنة القاطعة من الكتاب والسنة، ولو لم يكن إلا حديث الثقلين لقامت به الحجة لله على عباده، ولكنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
2 قوله: إذ لو أخذ المقلد عن غير معين لاجتمع المسلمون....إلخ.
كلام بناه على الحدس والظن والتخيل فقد تصور الجلال أن المقلد إذا أخذ دينه عمن هب ودرج واقتدى بدين أي ناعق ومال مع أي ريح إذا فعل المقلد كذلك، فإن المسلمين سيجتمعون وسيرتفع الخلاف في أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا يدل على نقص في العقل، وذلك أن الإمعة من الأخلاق السافلة عند أهل العقول السليمة ألا تسمع إلى قول الشاعر:
ولست بإمعة في الرجال .... أسائل هذا وذا ما الخبر
مع أن النهي قد ورد بما يؤيد دليل العقل، فروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: ((لاتكونوا إمعة تقولوا إن أحسن الناس أحسنا...إلخ)).
نعم، ساق الجلال هذا الكلام مساق الإستدلال على هدم قوله في الأزهار ((فصل: والتزام مذهب إمام معين أولى ولا يجب)).
পৃষ্ঠা ১