القدر
القدر كلمة ذم، وقد جاءت الرواية عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ((القدرية مجوس هذه الأمة))، وكل الطوائف تتبرأ من هذا الإسم وتنسبه إلى غيرها، فأهل السنة يرمون بهذا الإسم الزيدية والإمامية والمعتزلة، وهؤلاء يرمون أهل السنة به.
واستدل أهل السنة لبراءتهم من هذا الإسم بأنهم مؤمنون بالقدر، وقائلون به، ومثبتون له، فلا يحصل في الكون من حركة وسكون، أو طاعة أو معصية إلا والله فاعل ذلك وخالقه ومريده، لا فعل للإنسان البتة، وهذا معنى القدر، فاعتقدوا أنهم ما داموا كذلك فليسوا هم القدرية.
ثم استدلوا على دعواهم بأن الزيدية والإمامية والمعتزلة هم القدرية بأن هؤلاء ينفون القدر، وينزهون الله عن فعل المعاصي، ويحملون الإنسان مسؤولية العصيان ولا ينسبون شيئا من معاصي العباد إلى قدر الله تعالى وفعله وخلقه، إذا فالزيدية هم القدرية الوارد ذمها في السنة الصحيحة.
قلنا في الجواب: القدرية نسبة إلى القدر، والنسبة عند العرب تحصل من الإثبات لا من النفي، فالصحيح أن القدرية إسم لمن يثبت القدر لا لمن ينفي القدر، ألا ترى إلى هذه النسب (دهرية اليهودية النصرانية الوثنية المسيحية السبأية الزيدية السنية)، فما هو قولهم هذا واستدلالهم إلا من قلب الحقائق الواضح بطلانه لذوي العقول السليمة ?فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور?.
পৃষ্ঠা ১