بحث يتبع ذلك
قال الله سبحانه وتعالى: ?قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا?:
كثير من الناس يحسبون أنهم في الطريق القويم، وعلى الصراط المستقيم، كالجلال، وابن الأمير، والشوكاني، ولكنهم في الواقع إمعة مقلدون، لايحلون أمرا ولايبرمون، بل غاية أمرهم ومدى اجتهادهم ونظرهم أن يقولوا صححه فلان، ضعفه فلان، متفق عليه، وقد ظنوا بصنيعهم هذا أنهم مجتهدون قد حرروا أنفسهم من ربق التقليد.
وما دروا أنهم مغمورون بين ظلمات التقليد، وغارقون في بحار الإمعات، فتراهم إذا تعارض الشيخان انحازوا مع البخاري، وإن عارضهما غيرهم إنحازوا معهما، ومرة يقلدون ابن السكن، ومرة الحاكم، وأخرى ينضمون مع الهيثمي، وتارة مع أبي زرعة، وتراهم يقولون: قال فلان كذا، وأعلاه فلان ووقفه فلان، وأرسله فلان، وقال فلان الأصح فيه كذا، يسوقون ذلك مساق الأدلة، ويرددون كلمات قالها ناس مخصوصون ليست أقوالهم حججا كقولهم: أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى صحيح البخاري ثم صحيح مسلم...إلخ.
من أين أتت هذه الأحكام، فليست في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا هي مما أجمعت عليه الأمة، ولا هي من القضايا العقلية الضرورية، نعوذ بالله من ضلال المقلدين.
পৃষ্ঠা ১