সাহিবি
الصاحبي في فقه اللغة
প্রকাশক
محمد علي بيضون
সংস্করণের সংখ্যা
الطبعة الأولى ١٤١٨هـ
প্রকাশনার বছর
١٩٩٧م
أمَاويَّ ما يُغني الثَّراءُ عن الفتى ... إذا حَشرَجَتْ يومًا وضاقَ بها الصدْرُ
فكنى عن النفس فقال "حشرجت" ويقولون١:
إذا اغُبرَّ أُفْقٌ وهَبَّتْ شَمالًا
أضمرَ الريح ولم يجرِ لها ذكر.
ويكنى عن الشيئين والثالثة بكناية الواحد. فيقولون: "هو أنْتَنُ الناس وأخْبَثُه" وهذا لا يكون إلا فيما يقال هو أفعل، قال الشاعر٢:
شَرُّ يومَيها وأشقاهُ لها ... رَكِبتْ عَنزٌ بِحمْلٍ جَملا
ولم يقل: "أشقاهما".
وتكون الكناية متصلة باسم وهي لغيره، كقوله جلّ ثناؤه: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ﴾ ٣ -فهذا آدم ﵇ ثم قال: ﴿جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً﴾ ٤ فهذا لِوَلده لأن آدم لم يُخلق من نُطفة. ومن هذا الباب قوله جلّ ثناؤه: ﴿لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ ٥ قيل: إنها نزلت في ابن حُذَافَة حين قال للنبي ﷺ: من أبي؟ فقال: "حُذافة". وكان يَسبُّ به فساءه ذلك، فنزلت: ﴿لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ﴾ . وقيل: نزلت في الحج حين قال القائل: أفي كلّ عام مرةً؟ ثم قال: ﴿وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا﴾ ٦ يريد أن تسألوا عن أشياء أُخرَ من أمر دينكم ودنياكم بكم إلى علمها حاجة تبد لكم ثم قال: ﴿قَدْ سَأَلَهَا﴾ ٧ فهذه الهاء من غير الكنايتين لأن معناها: قد طلبها، والسؤال ها هنا طلب، وذلك كقول
١ الأزهية: ٦٢، ونسبته إلى كعب بن زهير، وليس في ديوانه. وفي الحماسة الشجرية: ١/ ٣٠٩ ونسبته إلى جنوب بنت عجلان، وخزانة الأدب: ١/ ٣٨٤ وصدره: لقد علم الضيف والمرملون ٢ التنبيه والإيضاح: ٢/ ٢٤٦ وفيه أغواه لها، وبحدج جملا، والبيت في المستقصى: ٢/ ١٣٠. ولعنز اليمامة في تاج العروس: مادة "عنز"، ولبعض شعراء جديس في التاج أيضًا: مادة "عنز". ٣ سورة "المؤمنون"، الآية: ١٢. ٤ سورة "المؤمنون"، الآية: ١٣. ٥ سورة المائدة، الآية: ١٠١. ٦ سورة المائدة، الآية: ١٠١. ٧ سورة المائدة، الآية: ١٠٢.
1 / 202