151

সাহিবি

الصاحبي في فقه اللغة

প্রকাশক

محمد علي بيضون

সংস্করণের সংখ্যা

الطبعة الأولى ١٤١٨هـ

প্রকাশনার বছর

١٩٩٧م

باب العموم والخصوص: العامُّ الذي يأتي على الجملة لا يغادر منها شيئًا. وذلك كقوله جلّ ثناؤه: ﴿خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ﴾ ١ وقال: ﴿خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ ٢. والخاصُّ الذي يتحلّل فيقع على شيء دون أشياء. وذلك كقوله جلّ ثناؤه: ﴿وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ﴾ ٣ وكذلك قوله ﴿وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ ٤ فخاطب أهلَ العقلِ. وقد يكون الكلامان متّصلين، ويكون أحدهما خاصًا والآخر عامًّا. وذلك قولك لمن أعطى زيدًا درهمًا: "أعْط عمرًا، فإن لم تفْعل فما أعطيتَ" تريد: إن لم تُعطِ عمرًا فأنت لم تعطِ زيدًا أيضًا، وذلك غير محسوب لك. ومثله في كتاب الله جلّ ثناؤه: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ ٥ فهذا خاص، يريد: هذا الأمر المجدَّد بَلِّغْه، فإن لم تفعل ولم تبلغ هذا فما بلغت رسالته. يريد: جميع ما أرسلتَ به. وأمّا العامُّ الذي يراد به الخاصُّ فكقوله جل ثناؤه حكاية عن موسى ﵇: ﴿وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ٦ ولم يرد كلَّ المؤمنين؛ لأن الأنبياء قبله قد كانوا مؤمنين. ومثله كثير. ومنه ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا﴾ ٧، وإنّما قاله فريق منهم. و﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ﴾ ٨، إنما قاله نُعَيْم بن مسعود إن الناس أبو سفيان وعيينة بن حِصْن. ومنه قوله جلّ ثناؤه: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ﴾ ٩ أراد: الآيات التي إذا كذّب بها نزل العذاب على المكذِّبين وكذلك

١ سورة النور، الآية: ٤٥. ٢ سورة الأنعام، الآية: ١٠٢، وسورة الرعد، الآية: ١٦، وسورة الزمر، الآية: ٦٦. ٣ سورة الأحزاب، الآية: ٥٠. ٤ سورة البقرة، الآية: ١٩٧. ٥ سورة المائدة، الآية: ٦٧. ٦ سورة الأعراف، الآية، ١٤٣. ٧ سورة الحجرات، الآية: ١٤. ٨ سورة آل عمران، الآية: ١٧٣. ٩ سورة الإسراء، الآية: ٥٩.

1 / 159