(2) يسار بن سبع أبو الغادية الجهني، اتفق المحدثون على أنه الذي باشر قتل الصحابي الجليل (عمار بن ياسر) رضي الله عنه، قال ابن حجر في (تعجيل المنفعة)(1): « كان إذا استأذن على معاوية وغيره يقول: قاتل عمار بالباب. يتبجح بذلك». ومع ذلك جعله أحمد بن حنبل في مسنده من أصحاب المسانيد من الصحابة، وروى عنه عدة روايات. وروى له البغوي، وأدخله ابن حبان في الثقات(2)، وبجله الذهبي في (سير أعلام النبلاء)(3). ومن غريب جرأة هذا الشقي أنه الذي روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض» (4) !! وحديث: « إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام..» (5). قال ابن حجر : «انظر إلى العجب.. يروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم النهى عن القتل ثم يقتل مثل عمار»؟! ولكن مفهوم الصحابي عند المحدثين اضطر ابن حجر للتراجع عن تعجبه هذا فقال في (الإصابة)(6) بعد ذكر قصة قتل أبي الغادية لعمار: «والظن بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأولين وللمجتهد المخطيء أجر»؟! فأي صحابي عدل هذا الذي يطلب منا أن نأخذ ديننا عنه، وقد قتل مؤمنا متعمدا ودخل في عموم قوله تعالى: ?ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما? (النساء/93). فإذا كان المحدثون يعذرون من يقتل الصحابة بحجة أنه متأول!! فلماذا لايعذرون من يسب أولئك القتلة بحجة أنه متأول أيضا؟!
পৃষ্ঠা ৩৩