وحكى ابن حجر عن المارزي في (شرح البرهان) أنه قال: «لسنا نعني بقولنا: الصحابة عدول. كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوما، أو زاره لماما - أي نادرا - أو اجتمع به لغرض وانصرف عن كثب، وإنما نعني به: الذين لازموه، وعزروه، ونصروه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، أولئك هم المفلحون»(1).
ونص الرازي في (المحصول)(2) على أن الصحابة عدول في الظاهر ما لم يأت له معارض، وحكى ذلك عن أهل السنة.
وقال التفتازاني في (شرح المقاصد)(3): «إن ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ، والمذكور على ألسنة الثقات، يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق، وبلغ حد الظلم والفسق، وكان الباعث له الحقد والعناد، والحسد واللداد، وطلب الملك والرئاسة».
وذكر الآمدي في (أصول الأحكام)(4) عن حسين القطان، أن حكم الصحابة في العدالة حكم غيرهم في لزوم البحث عنها.
مكانة الصحابة عند الزيدية
انطلاقا مما سبق في بيان مفهوم الصحابي عند الزيدية، نجد أنهم يصنفون الأشخاص الذين عايشوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على النحو التالي:
(1) صحابة أخيار أبرار
وهم الذين نالوا شرف صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتمكنوا من مجالستة والسماع لتعاليمه، وتخلقوا بأخلاقه، ومضوا على نهجه، وهذا حال أكثر الصحابة من المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم، فأولئك محل احترام الزيدية وإجلالهم حتى المجهولين منهم(5)، انطلاقا من حسن الظن بهم، وحملهم على السلامة؛ لمكانتهم من المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وسبقهم إلى الإسلام.. ومن نصوص أئمة الزيدية وعلمائهم في هذا الشأن:
পৃষ্ঠা ২৬