وفي هذا قال الإمام عبد الله بن حمزة: في (صفوة الاختيار)(1): «الصحابي من اختص بملازمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والأخذ عنه وهو الذي نختاره، لا من لقيه مرة أو مرتين كما ذهب إليه كثير من أصحاب الحديث». وذكر العلامة صارم الدين الوزير في (الفصول اللؤلؤية)(2) أن الصحابي عند الزيدية هو: «من طالت مجالسته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم متبعا له».
إضافة إلى أن هذا المفهوم لا يعتبر مجرد الصحبة - حتى وإن طالت - موجبة للفضيلة ومانعة من النقد والتقييم إن وقع الصحابي فيما يوجب ذلك. لأن الله تعالى يقول: ?من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد? (فصلت/46). ولم يستثن أحدا. وقد كان الصحابة أنفسهم يجرح بعضهم بعضا، ويقلل بعضهم من شأن بعض، إلى درجة الخصومة والجدل والنقد الجارح، مثل ما روى مسلم(3) أن أسماء بنت عميس قالت لعمرو بن الخطاب: كذبت يا عمر. وروى الحاكم(4) أن عائشة قالت: لعن الله عمر بن العاص، فإنه زعم لي أنه قتله (تعني ذا الثدية) بمصر. ونظائر هذا كثير. دع عنك ما جرى بينهم من تنافر بلغ أحيانا إلى درجة المواجهة المسلحة.
পৃষ্ঠা ২৩