المنظومة البيقونية
بسم الله الرحمن الرحيم
أبدأ بالحمد مصليا على ... محمد خير نبي أرسلا
وذي من أقسام الحديث عده ... وكل واحد أتى وحده
أولها الصحيح وهو ما اتصل ... إسناده ولم يشذ أو يعل
يرويه عدل ضابط عن مثله ... معتمد في ضبطه ونقله
والحسن المعروف طرقا وغدت ... رجاله لا كالصحيح اشتهرت
وكل ما عن رتبة الحسن قصر ... فهو الضعيف وهو أقساما كثر
وما أضيف للنبي المرفوع ... وما لتابع هو المقطوع
والمسند المتصل الإسناد من ... راويه حتى المصطفى ولم يبن
وما بسمع كل راو يتصل ... إسناده للمصطفى فالمتصل
مسلسل قل ما على وصف أتى ... مثل أما والله أنبأني الفتى
كذاك قد حدثنيه قائما ... أو بعد أن حدثني تبسما
عزيز مروي اثنين أو ثلاثه ... مشهور مروي فوق ما ثلاثه
معنعن كعن سعيد عن كرم ... ومبهم ما فيه راو لم يسم
وكل ما قلت رجاله علا ... وضده ذاك الذي قد نزلا
وما أضفته إلى الأصحاب من ... قول وفعل فهو موقوف زكن
ومرسل منه الصحابي سقط ... وقل غريب ما روى راو فقط
وكل ما لم يتصل بحال ... إسناده منقطع الأوصال
পৃষ্ঠা ২৫
والمعضل الساقط منه اثنان ... وما أتى مدلسا نوعان الأول: الاسقاط للشيخ وأن ... ينقل عمن فوقه بعن وأن
والثان: لا يسقطه لكن يصف ... أوصافه بما به لا ينعرف
وما يخلف ثقة به الملأ ... فالشاذ والمقلوب قسمان تلا
إبدال راو ما براو قسم ... وقلب إسناد لمتن قسم
والفرد ما قيدته بثقة ... أو جمع أو قصر على رواية
وما بعلة غموض أو خفا ... معلل عندهم قد عرفا
وذو اختلاف سند أو متن ... مضطرب عند أهيل الفن
والمدرجات في الحديث ما أتت ... من بعض ألفاظ الرواة اتصلت
وما روى كل قرين عن أخه ... مدبج فأعرفه حقا وانتخه
متفق لفظا وخطا متفق ... وضده فيما ذكرنا المفترق
مؤتلف متقق الخط فقط ... وضده مختلف فاخش الغلط
والمنكر الفرد به راو غدا ... تعديله لا يحمل التفردا
متروكه ما واحد به انفرد ... وأجمعوا لضعفه فهو كرد
والكذب المختلق المصنوع ... على النبي فذلك الموضوع
وقد أتت كالجوهر المكنون ... سميتها منظومة البيقوني
فوق الثلاثين بأربع أتت ... أقسامها تمت بخير ختمت
পৃষ্ঠা ২৬
نص الكتاب المحقق
بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر يا كريم (¬1)
الحمد لله ذي الجلال والإكرام، والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وعلى أله واصحابه الكرام.
قال الشيخ الإمام العالم العلامة، راجي عفو ربه القدير أبو عبد الله شمس الدين محمد بن محمد (بن محمد) (¬2) بن أحمد البديري أصلا (¬3)، الدمياطي منشأ، الشافعي مذهبا، الأشعري اعتقادا، الشاذلي طريقة - حفظه الله تعالي ورضي عنه -:
بسم الله الرحمن الرحيم
পৃষ্ঠা ২৭
الحمد لله الذى نصر وجوه أصل الحديث، وجعل مقامهم عزيزا، مرفوعا فمن القديم والحديث، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من أسلم (¬4) أمره غليه، فقطعه عن كل شاذ خبيث، واشهد أن سيدنا (ونبينا) (¬5) محمدا عبده و(رسوله) (¬6) الذى محى عليه وعلى أله موضوع، وانزل عليه أحسن الحديث صلى الله عليه وآله وسلم وعلى اهله واصحابه السالمين من الضعف في الدين، صلاة وسلاما دائمين، متلازمين إلي يوم الدين وبعد ...
لما كانت منظومة الإمام العلامة، والهمام الفهامة الشيخ البيقوني - رحمه الله وأرضاه وجعل الجنة متقلبه ومثواه - من أبدع مختصر صنف في فن الحديث، وابلغ مؤلف (يسار) (1) نحوه السير الحثيث كما اشتملت عليه من بدائع لفظها الواضح، وقد أضحي كل مناظر لها بوجه كالح، التمس جملة من إخواني الأعزة على ومن أصدقائي المترددين إلي أن اضع عليها شرحا ممزوجا بكلماتها، مبينا لمراداتها، متمما لمفاداتها، مقيدا لمطلقاتها، متجافيا للتطويل الممل، ومتحاشيا عن افيجاز المخل، فأجيبهم إلي ذلك بعد (مضي) (2) كثير من الزمان، وأنا أقدم رجلا وأوخر أخري لعلمي باني لست من فرسان 1/ أهذا الميدان طالبا من الله جزيل الثواب والإنعام، وأن يمن على فيجعلني لحديث نبيه صلى الله عليه وآله وسلم من الخدام، وسميته (صفوة الملح بشرح منظومة البيقوني في فن المصطلح) نفع الله (تعالي) (3) به كما نفع بأصله وجعله خالصا لوجه وعليه الإعتماد والتعويل (وهو) (4) حسبي ونعم الوكيل.
ولنقدم على الشروع في المقصود مقدمة يفتقر المبتدئ إليها، وتختم ذلك بخاتمة ينبغي الوقوف عليها.
পৃষ্ঠা ২৮
فالمقدمة في بيان ألفاظ تدور بين المحدثين، وهى الحديث والخبر (والآثر) (1)
والسنة والمتن والسند والإسناد والمسند بفتح النون والمسند بكسرها والمحدث والمفيد والحافظ
فأما الحديث لغة: ضد القديم
واصطلاحا: يطلق (على) (2) ما أضيف للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من فعل أو قول أو تقرير أو هم أو أيام كاستشهاد عمه حمزة بأحد أو وصف خلقي - بسكون اللام - ككونه ليس بالطويل ولا بالقصير، أو خلقي بضمها، ككونه أحسن (الناس) (3) خلقا، كونه لا يواجه أحدا بما يكره، وكونه لا ينتقم لنفسه إلا أن تنتهك) (4) حرمات الله (5)
ويعبر بهذا عن علم الحديث رواية ويحد بأنه: علم يشتمل على نقل ذلك وموضوعة: ذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حيث أنه يبني وغايته: الفوز بسعادة الدارين (6)
পৃষ্ঠা ২৯
وأما علم الحديث دراية، وهو المراد عند الاطلاق كما قاله شيخ الإسلام (1) فأحسن ما قيل فيه قول الشيخ عز وجل الدين بن جماعة (2): علم بقوانين أو قواعد يعرف بها (أحوال) (3) السند والمتن من صحة وحسن وضعف وعلو ونزول وكيفية التحمل والأداء وصفات الرجال وغير ذلك.
وقال الحافظ ابن حجر (4): وأولي تعاريفه أن يقال: (معرفة القواعد المعرفة لحال الراوي و(المروي) (5) أي من حيث القبول ا/ أوموضوعة: الراوي والروي من حيث ذلك.
وغايته: معرفة ما يقبل وما يرد من ذلك.
ومسائله: ما يذكر في كتبه من المقاصد.
وأما الخبر فهو كما قال الحافظ ابن حجر: عند علماء هذا الفن
পৃষ্ঠা ৩০
مرادف للحديث وقيل: الحديث ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والخبر ما جاء عن غيره. ومن ثم قيل لمن يشتغل بالتورايخ وما شاكلها الإخباري ولمن يشتغل بالسنة النبوية المحدث، وقيل بينها عموم وخصوص مطلق. فكل حديث خبر ولا عكس (1) انتهي
وأما الأثر فهو لغة: البقية
واصطلاحا: الأحاديث مرفوعة كانت أو موقوفة (2)، وبعض الفقهاء (3) قصره على الثاني.
وأما السنة فهى لغة: الطريق. يقال فلان على السنة فلان إذا كان
تابعا لطريقته.
واصطلاحا: مرادفه للحديث على التعريف الأول. وهو ما اضيف للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ..... إلخ
وقيل: الحديث خاص بقوله وفعله، والسنة أعم. (4)
وأما المتن فهو لغة: مأخوذ من المماتنة وهى المباعدة في
পৃষ্ঠা ৩১
الغاية. لأن المتن غاية السند، أو من مثبت الكبش إذا شققت جلده بيضه واستخرجتها ن فكأن المسند استخرج المتن بسنده يقووي الحديث ويشده بالسند، وقيل غير ذلك
واصطلاحا: ألفاظ الحديث (الذى) (1) يقوم بها المعنى، وقال
بعضهم: هو ما ينتهي غليه غاية السند من الكلام. (2)
وأما السند فهو في الأصل ماخوذ من السند وهو ما ارتفع وعلا من سفح الجبل. (3) لأن المسند يرفع الحديث لقائله
وفى الاصطلاح: الإخبار عن طريق المتن. (4)
وأما الإسناد فهو رفع الحديث إلي قائله. وقال شيخ الإسلام: هو
حكاية (5) (عن) طريق المتن. وقال الطيبي: إن المسند والإسناد متقاربان لاعتماد الحفاظ في صحة الحديث وضعفه عليهما، وقال 2 / أابن جماعة: المحدثون يستعملون السند والإسناد لشئ واحد ,
পৃষ্ঠা ৩২
### || وأما المسند بفتح النون فله اعتبارات ثلاث:
الأول: ما أضيف للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في قول أو فعل إلي أخر التعريف الأول في الحديث سواء كان متصلا أو منقطعا. وقيل ما اتصل إسناده إلي منتهاه ولو كان موقوفا، لكن استعمال الموقوف فيه قليل (1)
وقيل: ما أضيف إليه صلى الله عليه وآله وسلم مع اتصال سنده، ورجحه الحافظ ابن حجر
الثاني: الكتاب الذى جمع فيه ما أسنده الصحابة، أي رووه، فهو اسم مفعول.
الثالث: يطلق ويراد به الإسناد، فيكون مصدرا كمسند الفردوس أي: أسانيد أحاديثه. (2)
وأما المسند - بكسر النون -: فهو من يروي الحديث بإسناده سواء أكان عنده علم به ليس له إلا مجرد الرواية. (3)
وأما المحدث فهو العالم بطرائق (4).الحديث واسماء الرواة
والمتون لا من اقتصر على السماع المجرد، فهو أرفع من المسند رتبة، وأرفع منهما المفيد، وهو دون الحافظ في المعرفة، كما أن الحجة أرفع من الثبت قاله الذهبي.
পৃষ্ঠা ৩৩
والسلف يطلقون الحافظ والمحدث بمعنى.
والحق: أن الحافظ أخص منه المتأخرين، وهو المكثر من الحديث حفظا ورواية المتقن لأنواعه ومعرفته رواية ودراية، والمدرك لعلل، السالم في الغالب من الخلل (1).
وقال الحافظ ابن حجر: للأمة شروط إذا اجتمعت في الرواي سموه حافظا وهى الشهرة في الطلب ؤ، والأخذ من أفواه الرجال لا من المصحف، والمعرفة بطبقات الرواة ومراتبهم، والمعرفة بالتجريح والتعديل، وتمييز الصحيح من السقيم حتى يكون ما يستحضره في ذلك أكثر مما لا يستحضره مع استحضاره من المتون
فائدة: قال الزهري (2): لا يولد الحافظ إلا كل أربعين سنة. والله اعلم.
পৃষ্ঠা ৩৪
(صفوة الملح بشرح منظومة البيقوني) (1)
ولنشرع الآن في المقصود بعون الملك المعبود:
قال الناظم - رحمه الله تعالي - 2/ ب
(بسم الله الرحمن الرحيم) أي بكل اسم من أسماء الذات الواجب الوجود لا بشئ غيرها وحده أو معها، الموصوف بأنه البالغ في الرحمة، أي إدارة الإنعام أو نفس الإنعام بجلائل النعم وأصولها ودقائها وفصولها فالرحيم في هذا المقام المنيف كالتتمة والرديف أؤلف مصاحبا وملابسا ومستعينا (أبدأ بالحمد) أي بالثناء، ولم يصرح به لضيق النظم، ولأنه معلوم، إذا المحامد كلها مختصة به سبحانه، فلا فرد منها لغيره، سواء أجعلت (أل) فيه للاستغراق أم للجنس ام للعهد.
تنبيه: المراد بالبدأ هنا: المبدأ الإضافي، فلا يثنافي تقدم البسملة وجمع بينهما محافظة على الأكمل وإلا فأصل البركة تحصل بأحدهما بل وبغيرهما من كل ما هو ذكرا لله تعالي تمسكا بما دل على أنه ليس المراد هنا بالبسملة والحمد له وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم (كل أمر ذي بال لا يفتتح بذكر الله فهو أجذم) (2).
পৃষ্ঠা ৩৫
(مصليا ومسلما) حال من فاعل أبدأ (على محمد) علم على نبينا صلى الله عليه وآله وسلم منقول من اسم مفعول المضعف، والصلاة من الله رحمة ومن الملائكة: استفاد، ومن الحيوانات تضرع ودعاء. (1)
فائدة: على هنا مجردة عن المضرة كما جردت عن الاستعلاء (2) في نحو:/ توكلت على الله. فلا يرد أن صلي بمعنى: دعا، وأن في الدعاء تكون للمضرة أو لا يلزم في كون صلي بمعنى ك دعا أن يعطي حكمه. وقوله {خير نبي أرسلا) شمل حتى أولي العزم، فتكون خيريته صلي الله عليه وسلم على نبي لم يرسل من باب اولي، وذلك لنص (كنتم خير أمة أخرجت للناس) إذا كمال الأمة تابع لكمال نبيها 3/ أ(فبهداهم اقتده) إذا لا يكون ممتثلا له إلا إذا حوي جميع كمالاتهم.
পৃষ্ঠা ৩৬
(انا سيد ولد آدم ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر وما من نبي آدم ممن دونه إلا تحت لوائي) رواه الترمذي) (1) أنا سيد الناس يوم القيامة) رواه البخاري (2)، أنا سيد العالمين) رواه البيهقي، (3) فغذا فضل العالمين بالعقلاء على الصح، فقد فضل سائر الأنواع بالضرورة
ونهية صلى الله عليه وآله وسلم عن التفضيل (عن) (4) الأنبياء وعن تفضيله عليهم محله لقوله تعالي (وفضلنا بعضهم على بعض) فيما يؤدي لخصومة أو لتنقص بعضهم أو هو تواضع أو قيل: علمه بانه الأفضل
والنبي بغير همز مأخوذ عن النبوة - بفتح النون وسكون الوحدة وتخفيف الواو المفتوحة - بمعنى: الإرتفاع وبالهمز من النبأ وهو الخبر وهو إنسان أوحى إليه بشرع وإن لم يؤمر بتبليغه، فإن أمر بتبليغه فرسول أيضا، فكل رسول نبي ولا عكس
পৃষ্ঠা ৩৭
وفي كلام بعض المحققين: الرسول من البشر ذكر، حر، أكمل معاصريه، غير الأنبياء عقلا وفطنة وقوة رأي وخلقا - بالفتح - وعقدة موسى أزيلت بدعوته عند الإرسال كما في الآية، معصوم ولو من صغيرة سهوا، ولو قيل النبوة على الأصح، سليم من دناءة أب وخنا أم وإن علوا، ومن منفر كعمي وبرص وجذام، ولا يرد بلاء أيوب وعمى نحو يعقوب بناء على هذا منفر بخلافه فيما استقرت نبوته، ومن قلة مروءة كأكل بطريق ومن دناءة صنعه كحجامة، وأوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه وإن لم يكن له كتاب ولا شبهة كتاب ولا نسخ كيوشع. انتهي
وقيل لا يكون رسولا حتى يكون له كتاب أو نسخ 3 / ب لبعض شرع من قبله.
وقيل ك النبي (والرسول بمعنى، وهو معنى الرسول على الأول المشهور) (1)، والرسول باعتبار الملائكة أعم من النبي، وإذا يكون من الملائكة والبشر، ففي التنزيل (والله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس).
فائدة: رسالة كل رسول خاصة بقومه إلا رسالة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فإنها عامة لكل مخلوق من إنس وجن وملك، بل وجماد كما عليه جمع محققون، فائدة الإرسال للمعصوم وغير المكلف طلب إذعانها لشرفه ودخولها تحت دعوته واتباعه تشريفا له على سائر المرسلين، وقد بسطت الكلام على هذا المقام في شرحي على رسالتي المسماه:
পৃষ্ঠা ৩৮
(بإظهار السرور بمولد النبي المسرور بما لا مزيد عليه وتدعو الضرورة إلي الوقوف لديه.
قال رحمه الله (ذي) مبتدأ وهو إشارة إلي نوع مفصل ما هو حاضر في الذهن، إن كانت الإشارة قبل التأليف وإن كانت بعده: فإما إلي ما في الذهن أيضا على ما تقرر من تقديم المضامين، وإما إلي ما في الخارج إن جعل مسمي الكتاب أمرا خارجا كالنقوس أو الألفاظ المخصوصة، وهى الصادرة من المصنف في الوقت المخصوص على الوجه المخصوص، وهو على حذف مضاف أيضا. أي نوع هذه النقوش أو الألفاظ فلا يراد الموجود في الخارج ليس إلا لشخص وهو ليس بمسمي الكتاب وإلا انحصر فيه، كما هو أحد الاحتمالات أيضا فلا يحتاج إلي تقدير مضاف لنها حينئذ لا تختلف بحسب الأشخاص أو غيرها بخلاف النقوش والألفاظ.
وقوله (من أقسام) 4 / ا متعلق بقوله (عدة) بكسر العين المهملة خبر المبتدأ، (ومن) في ذلك للبيان أو للتبعيض وهو الأقرب، لأنه لم يستوف جميع أقسام الحديث كما سيأتي التنبيه على ذلك - إن شاء الله تعالي أخر الكتاب، وعدة ما ذكره الناظم اثنان وثلاثون قسما تمر بك واحدا واحدا
পৃষ্ঠা ৩৯
(وكل واحد منها أتي) أي المراد: ثبت ذكر اسمه في النظم من كونه صحيحا أو حسنا إلي أخر ما يأتي (وحده) بتشديد الدال المهملة أي: مع ذكر حده، فهو منصوب على أنه مفعول معه. وإن لم تتوفر فيه شروطه. لأنه ليس مجمعا على اشتراطها كما في توضيح ابن هشام وغيره.
والحد لغة: المنع (1)
واصطلاحا: قول دال على ماهية الشئ (أي حقيقته الذاتية، فخرج بذكر ماهية الشئ) (2): الرسم، فإنه إنما يدل على آثاره. (3)
পৃষ্ঠা ৪০
قيل: لا يمكن تعريف الحد لئلا يلزم التسلسل. وأجيب بمنع لزموه لأن حد الحد نفس الحد، كما أن وجود الوجود نفس الوجود. بمعنى أن حد الحد من حيث أنه حد مندرج في الحد وإن امتاز عنه بإضافته إليه، ولعل المراد بالحد في كلام الناظم مطلق التعريف، فيشمل الرسم إذ ليس جميع القيود المذكور في التعاريف الآتية ذاتية فليتأمل وفي قوله (أتي) إشارة إلي سهولة النظم عليه كأنه جاه بنفسه، وفيه أن الخطبة متأخرة إلا ان يقال عبر بالماضي وكان المضارع تنزيلا لما لم يحصل منزلة ما حصل لقوة رجائه، وفيه استعارة تبعية، وأفاد بذكر الواو أنه لا ترتيب بين ذكر الحد والمحدود، فتارة يذكر الحدود أو لا وتارة بالعكس كما ستراه في كلامه.
(أولها) أي أول العدة أو الأقسام، المتن (الصحيح) وهو لغة: الصدق واصطلاحا (هو) أي الصحيح المجمع على صحته عند المحديثين (1) 4 / ب (ما اتصل إسناده) قال السخاوي: الاتصال هو سماع كل راو لذلك المروي ممن فوقه (2) انتهى، وتقدم معنى الإسناد (ولم يشذ) بشين وذال معجمتين (أو يعل) بعين مهملة وهو كالذى قبله مبني للمجهول، أي (3) (أن) لم يدخله شذوذ ولا علة قادحة (4)
(يرويه) أى ينقله (عدل) ولو فى الرواية فلا يختص.
(1) انظر: فى تعريف الصحيح: علوم الحديث (ص10)، والاقتراح (ص152)، والباعث الحثيث (1/ 99)، والمقنع (1/ 41)، والتقييد والإيضاح (ص18)، والنكت (2/ 232)، وفتح المغيث (1/ 16)، وتدريب الرواى (1/ 43)،وقفوا الأثر (ص49).
(2) ويعرف هذا بتصريح الراوى بالسماع بإحدى الصيغ الصريحة، مثل:"حدثنا وأخبرنا ... "، أما إذا كانت الرواية بصيغة من الصيغ المحتملة مثل:"عن وأن" فحينئذ لابد من توافر شرطين فى الراوى لحمل هذه الصيغة على الاتصال:
أالسلامة من التدليس.
ب المعاصرة وإمكانية اللقاء.
(3) بعده فى الأصل:"أن".
(4) الشذوذ: مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه أو أكثر منه عددا.
পৃষ্ঠা ৪১
ومثاله: حديث المغيرة فى مسح النبى صلى الله عليه وسلم على الخفين - وهو فى الصحيحين - حيث رواه عن المغيرة نحو عشرين راويا، كلهم قالوا: مسح على الخفين. وانفرد واحد يقال= بالذكر الحر. (1)
والعدالة: ملكه تمنع صاحبها من اقتراف الكبائر والإصرار على
الصغائر والكبيرة ما لحق صاحبها وعبد شديد بنص كتاب أو سنة (2)، وقيل العدالة ملكه يحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة (ضابط) إما في صدره، وهو أن يثبت الراوي ما سمعه بحيث يتمكن من استحضاره متى شاء أو في كتابه وهو صيانته عنده منذ سمع فيه وصححه إلي ان يؤدي منه، والمراد الضبط التام كما يفهمه إطلاق المحمول على الكامل على الكامل، فيخرج الحسن لذاته المشترط فيه مسمي الضبط فقط لكن قد يقال: يلزم عليه خروجه إذا اعتضد وصار صحيحا لغيره.
ويجاب: بأن التعريف هنا للصحيح لذاته وعلق بيرويه (عن مثله) في العدالة والضبط الاتم، فقوله (معتمد في ضبطه ونقله) صفة كاشفة.
পৃষ্ঠা ৪২
وذلك معتبر من أول السند إلي أخره.
قال شيخ الإسلام: بأن ينتهي إلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو إلي الصحابة أو إلي من دونه ليشمل الموقوف وغيره. (1) انتهي
تنبيه: جملة ما ذكره الناظم خمسة قيود لا ستة للاستغناء بقوله (يرويه عدل ضابط) عن قوله (عن مثله .... إلخ) كما شرح به شيخ الإسلام في شرح ألفية العراقي.
فخرج بالأول منها: المنقطع والمرسل والمعضل 5 / ا الأتي تعريفها في محالها.
وبالثاني: الشاذ الأتي بيانه ولا يرد عليه الشاذ الصحيح عند بعضهم (2)، ولأن التعريف للصحيح المجمع على صحته - كما مر - لا مطلقا.
পৃষ্ঠা ৪৩
وبالثالث: ما فيه علة قادحة كإرساله، كما سيأتي بيانها. اما غير القادحة فلا تضر، قال السخاوي: كأن يروي العدل الضابط عن تابعي مثلا عن صحابي حديثا فيرويه غيره ممن يشاركه في سائر صفاته عن ذلك التابعي بعينه عن صحابي أخر فإن هذا (يسمي) (3) عند كثير من المحدثين: علة لوجود الاختلاف على تابعيه في شيخه، ولكنها غير قادحة لجواز أن يكون التابعي سمعه من كل منهما وفي الصحيحين من أمثلة ذلك جملة. (1)
ومن قيد العلة بكونها خفية (2) لم يرد إخراج الظاهر لأن الخفية إذا أثرت فالظاهر أولي.
وبالرابع من في سنده مغفل كثير الخطأ وإن عرف بالصدق والعدالة لعدم ضبطه.
فوائد:
الأولي: اعلم أن الصحيح ضربان كالحسن، لأن المقبول من الحديث إن اشتمل من صفات القبول على أعلاها من ضبط رجاله واشتبارهم بالحفظ والورع وتحري مخرجية واحتياطهم فهو الصحيح لذاته. (3)
أو لا، فإن وجد ما يجير قصوره ككثرة الطرق الصحيح أيضا، لا لذاته.
أو لم يوجد ذلك فهو الحسن لذاته
পৃষ্ঠা ৪৪