সাফওয়াত আল-আসর
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
জনগুলি
ولد صاحب العزة محمود بك عزت بناحية باسوس مديرية القليوبية سنة 1278ه، فأدخله والده المرحوم علي أفندي لامع ذاك الوالد البار الذي كان عنوان الفضل والجد والرجولية الصحيحة في مكتب البلدة، الذي أنشأه المرحوم والده حيث تعلم به القراءة والكتابة عام 1292 هجرية، ثم أدخله مدرسة المبتديان الأميرية وارتشف من بحور علومها فكان مثال الذكاء والنشاط بين التلامذة محبوبا من عموم أساتذته وظل بها ثلاث سنوات، أي لعام 1295، ومن ثم أدخله مدرسة الطب وانكب على شتى علومها، وبفضل ما بذله من غيرة وهمة ونشاط فاز على عموم أقرانه، ونال درجة هيهات أن ينالها غيره في ذاك العهد وظل بهذه المدرسة ست سنوات متوالية وخرج منها عام 1301ه الموافقة لعام 1883م.
وظائفه الحكومية
حضرة صاحب العزة الدكتور محمود بك عزت مفتش صحة قسم أسيوط والمنيا سابقا.
وما كاد ينتهي من تلك المدرسة ويفوز بشهادتها التي تخول لحاملها تعاطي مهنة الطب حتى عين طبيبا لصحة مركز العطف عام 1883م، أي في نفس السنة التي تخرج منها من مدرسة الطب، وأخذ يتنقل في مراكز مديرية البحيرة مدة 17 سنة، أي لسنة 1897م، ثم انتقل إلى صحة الواحات الداخلة بمديرية أسيوط، وظل بها سنة واحدة ونقل منها إلى صحة مركز فارسكور بمديرية الدقهلية، ومكث بها لغاية سنة 1901م، ومنها انتقل إلى صحة مركز السنبلاوين، ومكث بها لغاية سنة 1907م ونقل منها إلى صحة مركز إطسا بمديرية الفيوم، ثم رقي إلى وظيفة مفتش ثاني لصحة مديرية الغربية، ثم رقي مفتشا مؤقتا لصحة مديرية الشرقية عام 1909م، وظل مدة أربعة شهور ومنها نقل مفتشا لصحة مديرية قنا في أواخر سنة 1909، ومكث بها لغاية أوائل سنة 1913م، ومنها نقل مفتشا لصحة مديرية الشرقية ومكث بها ثمان سنوات، ثم رقي مفتشا لصحة قسم أسيوط والمنيا وظل بها حتى عام 1922م، ومن ثم أحيل على المعاش لبلوغه السن القانونية.
وليس بيت القصيد من ذكر هذه التنقلات أن يعرف القارئ الكريم المراكز والمديريات، التي خدمها هذا الشهم المفضال إنما ليعرف أن كل بلدة أو مركز أو مديرية وطأت قدماه فيها كان مثال النزاهة، غيورا على مصلحة الجمهور محبوبا من جميع عارفي فضله وعظيم كفاءته، وسعة علمه لا سيما ما كان يبديه من المجهودات الشاقة، والخدمات الجليلة، عندما انتشر الطاعون في مديرية قنا سنة 1911م، فقد بذل أقصى ما في استطاعة مخلوق وبرهن على سعة مداركه، وإن التاريخ يسجل لعزته هذه المآثر الغراء بقلم الشكر والثناء؛ لتدوم ناطقة له بالفضل ما دامت السماوات والأرض.
وقد أنعم عليه سمو الخديوي السابق عباس حلمي باشا بالرتبة الثانية عام 1911؛ جزاء اهتمامه في مقاومة ذاك الوباء بمديرية قنا، وأنعم عليه جلالة الملك فؤاد الأول بنيشان النيل من الدرجة الخامسة، وبالرتبة الثانية تثبيتا للأولى من لدن جلالته وقت أن أحيل على المعاش.
صفاته وأخلاقه
أما عن أخلاقه وصفاته فحدث عنهما ولا حرج، بل لك أن تقول: إنه آية اللطف، وكرم الأخلاق، والوداعة المتناهية، والعطف على البؤساء، ومواساة الفقراء، وبالإجمال فإنه شهم جمع فأوعي من جليل الصفات وعظيم الخصال.
أدامه الله وأبقاه وأكثر من أمثاله النبهاء.
ترجمة حضرة النطاسي البارع الدكتور زكريا كمال
অজানা পৃষ্ঠা