সাফওয়াত আল-আসর
صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر
জনগুলি
وهو لا يعرف الأنانية، فقد ظهر تواضعه في مسألة الوكيلين التي أثارها سعد باشا زغلول في عهد الجمعية التشريعية، وقد كان صاحب الترجمة الوكيل الحكومي وسعد باشا زغلول الوكيل المنتخب، ومع هذا فقد أوعز إلى الأعضاء بترجيح وكيل الأمة على وكيل الحكومة بالجمعية، وكذا سعيه الحميد بين سعد باشا واللورد كتشنر في أيام الجفاء بينهما مما لا يزال عالقا بالأذهان.
عود إلى بدء
قلنا في بدء هذه الترجمة: إن جلالة الملك فؤاد الأول عين وفدا رسميا برياسة حضرة صاحب الدولة عدلي باشا، والذين انتخبوا لأن يكونوا معه؛ ليتولى مفاوضة الحكومة الإنكليزية بغية الوصول إلى الاتفاق المنشود.
ونقول الآن: إنه قضى الوزيران عدلي باشا ورشدي باشا ومن معهما من أعضاء الوفد المصري الرسمي أشهر الصيف في مفاوضات متقطعة مع رجال الوزارة الإنكليزية، وكانت نتيجة ذلك أن عرض اللورد كرزون على عدلي باشا مشروع الاتفاق بما تراه الحكومة الإنكليزية لحل المسألة.
وعرض عدلي باشا هذا المشروع على أعضاء وفده، فاتفقوا على رفضه، وقدموا إلى اللورد كرزون مذكرة بقطع المفاوضات يوم 16 نوفمبر سنة 1921م، وتقابل اللورد المذكور ورئيس الوفد المصري للمرة الأخيرة في 19 نوفمبر سنة 1921م، وفي اليوم التالي برح أعضاء الوفد مدينة لندن فوصلوا إلى مصر يوم 6 ديسمبر سنة 1921.
ولما بلغ عدلي باشا مصر رفع استقالة وزارته إلى جلالة الملك المعظم، فلم يعلن جلالته قبولها إلا يوم 24 ديسمبر بعد إلحاح كثير من دولته في قبولها، حتى لا تتحمل وزارته تبعة ما تفعله السلطة العسكرية.
وعرض تأليف وزارة جديدة، فقبلها صاحب الدولة عبد الخالق باشا ثروت، ومن ذاك الحين لزم حضرة صاحب الدولة عدلي يكن باشا داره، واعتزل الأعمال العامة اعتكافا على حب الخير لوطنه، وقدره خاصة الرجال تقديرا يكافئ مزاياه، فانتخبه نخبة أعضاء مجلس إدارة الجمعية الخيرية الإسلامية بالإجماع رئيسا لها، وأقرتهم الجمعية العمومية السنوية، فتوافق العدل والإنصاف في أمياله الخيرية مع مزاياه الإنسانية، وخصها بوقته الثمين ولا تزال نهضتها تسمو فيها في زمنه، كما كانت في عهد الأمراء والرؤساء السابقين، ثم عين رئيسا للمؤتمر الجغرافي الدولي الذي عقد لأول مرة بالقاهرة في أبريل سنة 1925م، وهو اختيار صادف أهله وخير كفء للقيام بأعباء هذا العمل العلمي، وهو لا يألوا جهدا في بذل أقصى مجهوده لخير البلاد أضعاف ما لو كان في دست الحكم، ولما رأت الحكومة أن في انضمامه لمجلس شيوخها فوائد عظيمة لا يستهان بها، فقد عينه جلالة مولانا المليك المعظم عضوا فيه بمرسوم ملكي، صدر بتاريخ 4 مارس سنة 1925م، وقد أحسنت الحكومة صنعا في تعيين هذا العامل الكفء والوطني الصميم؛ لتنتفع البلاد بمواهبه السامية وكفاءته العالية، وفوق ذلك فقد صدر مرسوم ملكي لدولة صاحب الترجمة بتعيينه رئيسا للمؤتمر الجغرافي العام، الذي أقيم بالقاهرة في أوائل أبريل سنة 1925، ووفد إليه 450 عضوا من عموم أنحاء البلاد المتمدينة والممالك ذوات الشأن، وقد افتتحه رسميا جلالة مولانا المليك المعظم باحتفال مهيب.
أدامه المولى وأبقاه رافلا في بحبوحة السعادة والهناء لمصر وبنيها.
ترجمة حضرة صاحب الدولة الجليل السير حسين رشدي باشا
مولده ونشأته
অজানা পৃষ্ঠা