وأن يتخير لأدعيته -سيما المطلقة- الأوقات الفاضلات، والأماكن الطيبات، كشهر رمضان والجمعة والحرمين، وسيأتي لذلك باب خاص إن شاء الله فيطلب، وأماما قيد بوقت فلا يتركه في وقته فإن الشارع طبيب عارف ودليل على الخير، فالتنبيه منه على وقت قد ومكان قد علم أن له قدرا عظيما في النفع.
وليكن على هيئة تامة فلا يرفع يديه حتى تبدوا إبطاه إلا في نازلة وعند الجأر إلى الله تعالى إذ لم يفعله صلى الله عليه وآله وسلم إلا في الاستسقاء ويوم بدر، رواه في البحر، وقدر روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم رفع يديه إلى حذاء صدره وذلك في التضرع كدعائه يوم عرفة فإنه رفعهما إلى حذاء صدره، قال الراوي: حتى أن زمام ناقته جذبته أو استرسل عليه شككت أنا فذهب يرفعه بواحدة وبقت الأخرى حذاء صدره مع دعائه.
وليكن بباطن الكف لحديث مالك بن يسار السكوني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا سألتم الله فسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهروها))، رواه في (الضياء)، وقال: هو عند أبي داوود، وهو أيضا في (شمس الأخبار) من حديث جعفر بن محمد عليه السلام مرفوعا بزيادة: ((وإذا استعذتموه فاستعيذوه بظاهرهما))، ومثله عن ابن عباس مرفوعا بزيادة: ((وامسحوا بها وجوهكم)).
وأخرجه البخاري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا رفع يديه في الدعاء لم يردهما حتى يمسح بهما وجهه)).
قال في (الضياء) رواية عن البحر والمنتخب: أن القاعد يبسط يديه على فخذيه، والتضرع رفعهما قليلا، والإبتهال إلى حذاء الصدر .
পৃষ্ঠা ২০