والي ميناء مطل على بحيرة. نشأت هازل هناك وكذلك جاك، لكنها لم تعرفه، أو تراه بحيث تتذكره، حتى ظهر في إحدى حفلات رقص المدرسة الثانوية بصحبة مدرسة اللغة الإنجليزية، التي كانت إحدى المرافقات. بحلول ذلك الوقت، كانت هازل تبلغ من العمر سبعة عشر عاما. عندما كان جاك يراقصها، كانت في غاية القلق والعصبية مما جعلها ترتجف. سألها عما بها، واضطرت إلى أن تقول إنها تظن أنها ستصاب بالبرد. تحدث جاك مع مدرسة اللغة الإنجليزية طويلا قبل أن يقنعها باصطحاب هازل إلى المنزل.
تزوجا عندما بلغت هازل الثامنة عشر عاما. في السنوات الأربع الأولى من زواجهما، رزقا بثلاثة أطفال. ولم يرزقا بأطفال بعدها. (أخبر جاك الناس أن هازل اكتشفت سبب ذلك.) عمل جاك لدى شركة بيع وإصلاح الأجهزة المنزلية بمجرد تركه للقوات الجوية. كانت الشركة ملكا لأحد أصدقائه الذي لم يسافر إلى الخارج. حتى يوم وفاته، ظل جاك يعمل في تلك الشركة، نفس الوظيفة بشكل أو بآخر. بالطبع، كان عليه أن يتعرف على أشياء جديدة، مثل أفران الميكروويف.
بعد أن ظلت متزوجة مدة خمسة عشر عاما تقريبا، بدأت هازل في تلقي دورات إضافية، ثم ذهبت إلى الجامعة التي كانت على مسافة خمسين ميلا، طالبة بنظام الانتظام. حصلت هازل على شهادتها الجامعية وصارت مدرسة، وهو ما كانت تخطط له قبل أن تتزوج.
لا بد أن جاك كان يوجد في هذه الغرفة. كان سينظر إلى هذه الستائر، وسيجلس على هذا الكرسي.
دخل رجل، أخيرا، ليسألها عما تريد أن تشربه.
قالت: سكوتش. جعله ذلك يبتسم. «سيفي «الويسكي» بالغرض.»
بالطبع. في اسكتلندا لا يسمى ويسكي السكوتش إلا ويسكي وحسب.
كان معسكر جاك قرب وولفرهامبتون، لكنه اعتاد المجيء هنا خلال إجازاته. جاء بحثا عن قريبه الوحيد الذي كان يعرفه - والإقامة معه - في بريطانيا؛ ابنة عم أمه، امرأة تدعى مارجريت دوبي. لم تكن متزوجة، وكانت تعيش وحدها. كانت في منتصف العمر آنذاك، لذا ستكون مسنة جدا الآن، إذا كانت لا تزال حية. لم يواصل جاك مراسلتها بعد أن عاد إلى كندا؛ لم يكن جاك يحب كتابة الخطابات، لكن كان يتحدث عنها، ووجدت اسمها وعنوانها عندما كانت تنظم أشياءه. كتبت خطابا إلى مارجريت دوبي، فقط لتقول لها إن جاك مات وأنه كان دوما يذكر زياراته إلى اسكتلندا، لكن لم يرد أي رد على الخطاب.
بدا أن جاك وابنة العم تلك صارا قريبين من بعضهما سريعا. أقام جاك معها في منزل كبير، بارد، مهمل في مزرعة توجد فوق تل، حيث كانت تعيش مع كلابها وخرافها. كان يقترض دراجتها البخارية ويتجول في أنحاء الريف. كان يقود الدراجة البخارية إلى المدينة، إلى هذا الفندق تحديدا، ليحتسي الشراب ويكون صداقات، أو يتشاجر مع الضباط الآخرين، أو يطارد الفتيات. التقى هنا ابنة مدير الفندق أنطوانيت.
كانت أنطوانيت تبلغ من العمر ستة عشر عاما، أصغر مما ينبغي لأن تذهب إلى الحفلات أو أن يسمح لها بارتياد الحانة. كان عليها أن تخرج متسللة لتلتقي جاك خلف الفندق أو على الطريق الممتد بحذاء النهر. كانت فتاة جذابة، طائشة، رقيقة، شديدة التهور. «أنطوانيت الصغيرة». تحدث عنها جاك إلى هازل بسهولة بالغة كما لو كان قد عرفها ليس فقط في دولة أخرى، بل أيضا في عالم آخر. كانت هازل تطلق عليها صرتك الشقراء. كانت هازل تتخيلها مرتدية ثوب نوم رقيقا صوفيا، وكانت تظن أن شعرها طفولي، حريري الملمس، وفمها غض متشقق.
অজানা পৃষ্ঠা