الوجل، ومن رجاء الغد متعوضًا يأس الأبد، وركبت مطية المخافة بعد مجلس الأمن والكرامة، وصرت معرضًا للرحمة بعد ما تكنفتك الغبطة، وقد قال الشاعر:
إذا ما بدأت امرءًا جاهلًا ... ببر فقصر عن حمله
ولم تره قابلًا للجمي ... ل ولا عرف الفضل من أهله
فسمه الهوان فإن الهوا ... ن دواء لذي الجهل من جهله
قد فهمت كتابك، وإغراقك وإطنابك، وإضافة ما أضفت بتزويق الكتب بالأقلام، وفي كفاية الله غنى عنك يا إبراهيم، وهوض منك، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
فكتب إليه إبراهيم يستعطفه:
أخ كنت آوي منه عند إدكاره ... إلى ظل أفنان من العز باذخ
سعت نوب الأيام بيني وبينه ... فأقلعن منا عن ظلوم وصارخ
وإني وإعدادي لدهري محمدًا ... كملتمس إطفاء نار بنافخ
فما نجع فكتب:
وكنت أخي بإخاء الزمان ... فلما نبا صرت حربًا عوانا
وكنت أذم إليك الزمان ... فأصبحت منك أذم الزمانا
وكنت أعدك للنائبا ... ت فها أنا أطلب منك الأمانا
فلم يثن ذلك محمدًا فكتب إليه كتابًا غليظًا وكتب في آخره:
1 / 91