مولانا - حرس الله مكانه - ونصر سلطانه، فليس فيه إلا ما يجذب بصنعك إلى العلياء، ويقر عينك بين الأولياء، ويطيل باعك على الأعداء، ويجعلك واحد الدنيا بين الأرض والسماء، فثق بما قلت، واسكن إلى ما كتبت، فإن الخير متيقن، والسعادة مظلة، والولي مرفوع، والعدو موضوع، والله على جميع ذلك مشكور محمود، ولولا أن القلم لا يطيق صريح ما همك، لحملته كيف ما كان إليك، واللقاء صبحة يوم الاثنين عندك على الروشن الميمون: فإن رأيت أن تصرف عن بالك، كل شاغل عن ذلك، وتملأه بكل سار بذلك فعلت، مهديًا به إلي روحًا أتعجله، وسرورًا أنتظره، إن شاء الله.
وكتب ابن عبيد الكاتب إلى ابن الجمل الكاتب كاتب نصر الدولة شاشنيكير:
بسم الله الرحمن الرحيم
الصداقة - أطال الله مدتك - التي قد وكدها الله بيننا بالدين أولًا، ثم بالجوار ثانيًا، ثم بالصناعة ثالثًا، ثم بالممالحة رابعًا، ثم بالمنشأ خامسًا، ثم بالمعاقرة سادسًا، ثم بالتجربة سابعًا، ثم بالإلف ثامنًا، ثم بالميلاد تاسعًا، ثم بانتظام هذه كلها عاشرًا تتقاضاني لك حقوقًا، أنت عن التقصير فيها أغنى، وأنا بالإعفاء عنها أملى، وإذا كنا على هذا السياج دارجين، وفي هذه الحومة داخلين، وعنها خارجين، فليس لحاسد إلينا سبيل، ولا لمتكلف علينا دليل، والله إنك لتذكر، وأجد لذكرك عبقًا يزيد على
1 / 84