تيمم كبراهن ثمت صمما
13
فذلك إن يلق الكريهة يلقها
حميدا، وإن يستغن يوما فربما
14
وكان من الصنف الثاني عروة بن الورد، ولذلك تمنى معاوية أن يصاهره وعبد الملك بن مروان أن يكون عروة أباه كما ذكرنا. وللصعاليك من النوع الثاني أقاصيص كثيرة بديعة؛ من ذلك ما روي أن عروة بن الورد بلغه عن رجل من بني كنانة بن خزيمة أنه أبخل الناس، وأكثرهم مالا، فبعث عليه عيونا فأتوه بخبره، فشد على إبله فاستاقها، ثم قسمها على أصحابه.
وكان عروة هذا إذا أصابت الناس سنة جدبة ترك هو وأصحابه المريض والكبير الضعيف في دورهم، ثم يأخذ الأقوياء من قومه معه ويخرج فيغير بهم، ويجعل لأصحابه ولهؤلاء المرضى والكبار والضعاف نصيبهم. حتى إذا أخصب الناس وذهبت السنة ألحق كل إنسان بأهله، وقسم له نصيبه من غنيمة إن كانوا غنموها. وربما أتى الإنسان منهم أهله وقد استغنى. ومثل هذه الأخبار والأشعار نراها في أخبار تأبط شرا والسليك بن السلكة والشنفرى وأمثالهم من المشاهير الصعاليك. •••
نعود بعد ذلك للفتيان، فلعلهم كانوا كذلك قسمين، كلهم أغنياء وكلهم شبان ولكن يختلفون في مقدار النجدة والكرم.
يقول الشاعر:
وليس فتى الفتيان من راح واغتدى
অজানা পৃষ্ঠা