AUTO أولا : مديرية صعدة المركز الإداري للمحافظة

أ- مدينة صعدة :-

1-المساجد التاريخية وهجر العلم : كان للمسجد قديما وظائف اجتماعية عديدة بالإضافة إلى كونه مكان عبادة ، ومدينة صعدة مليئة بالمساجد القديمة التي يرجع تأريخها إلى ( القرنين الثالث والرابع الهجريين القرنيين التاسع والعاشر الميلاديين ) ، وقد أدت المدينة وظائف اجتماعية هامة كواحدة من هجر العلم التي كانت مشهورة في اليمن حيث كانت مساجدها تعمل على نشر العلم بمختلف جوانبه وتعتبر هذه المساجد مراكز للحل والعقد لكثير من قضايا الناس الاجتماعية وبما أن تلك المساجد موروث تاريخي لما تحتويه من كنوز للفنون الإسلامية بزخارفها النباتية والهندسية والكتابات الإسلامية المنفذة بتقنية فنية رائعة ، ولأهميتها سنورد بعضا منها وهي تلك التي اشتهرت أسماء حاراتها القديمة بشهرة أسماء مساجدها التي نسبت إليها مثل :

- جامع الإمام الهادي الواقع بحارة الهادي

- مسجد النزاري الواقع بحارة النزاري

- مسجد شيبان الواقع بحارة شيبان

- مسجد الذهب الواقع بحارة الذهب

- مسجد الذويد الواقع بحارة الذويد

وغيرها من المساجد مثل مسجد بركات ، مسجد القصر ، مسجد صبيح ، مسجد عليان ومسجد الطائي ، كل هذه الأسماء من المساجد الواقعة في ساحة مدينة صعدة القديمة تعكس أهميتها ومكانتها الدينية والعلمية كمركز إشعاع ديني وعلمي آنذاك وسنتناول بالتفصيل جامع الإمام الهادي :

পৃষ্ঠা ১

جامع الإمام الهادي :- يقع " جامع الهادي " بحارة الهادي على الجهة اليسرى من باب اليمن بناه الإمام " يحيى بن الحسين الهادي " سنة ( 288 ه 901 م ) ، ويعتبر أقدم وأكبر المساجد في صعدة يتكون من أربعة أروقة للصلاة بالإضافة إلى صرحين مكشوفين وأربع قباب عليها زخارف فنية جصية لأشكال نباتية محاطة بآيات قرآنية ، وتمت توسعات لهذا الجامع في المراحل التاريخية اللاحقة لوفاة الهادي خاصة في مؤخرة المشهد والمئذنة التاريخية لجامع الهادي التي تعتبر آية من الفن المعماري الهندسي ، وكانت المدرسة العلمية بجامع الهادي مركز إشعاع علمي تخرج منها العديد من علماء اليمن المبرزين في مختلف العلوم ، ولعبت هذه المدرسة دورا تاريخيا كغيرها من المدارس اليمنية في تريم وزبيد وذمار وغيرها .

حياة الإمام الهادي : الإمام " الهادي إلى الحق" هو " يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب " ، كانت ولادته بالمدينة المنورة سنة ( 245ه 859 م)، وقد وصفه " المحلي " بأنه كان مشتغلا بالعلم مشهورا بالزهد والورع خرج إلى اليمن مرتين الأولى كانت سنة ( 280 ه 889 م ) والثانية سنة ( 284 ه 898 م ) ، ويعتبر الهادي إلى الحق مؤسس الدولة الزيدية في اليمن التي استمرت من سنة (( 284 - 1382ه ) ( 898 - 1962 م ) ) وكل الأئمة " الزيدية " في اليمن ينتسبون إليه ويدينون له بالفضل ، ولقب بالإمام ؛ فكان أول من تلقب به في اليمن هو الإمام " الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين " .

- وفاة الإمام الهادي : يشير " ابن علوي " بأن آخر حروب الهادي كانت بنجران ، وكان عليلا من مرض أصابه فمات على إثره بمدينة صعدة ، وذلك يوم الأحد العشر الباقية من ذي الحجة آخر سنة ( 298 ه 911 م ) ودفن يوم الإثنين قبل الزوال .

পৃষ্ঠা ২

- وصف ضريح الإمام الهادي :يقع الضريح داخل جامع الهادي في الجهة الجنوبية منه ، ويفصل بينهما صحن الصرح ويحيط بالضريح من الشرق والغرب والجنوب أضرحة ولديه وحفيده ، وهما المختار والناصر والمرتضى ، وضريح الإمام الهادي يتخذ شكلا مربعا طول ضلعه الشمالي من الخارج ( 6.70 متر ) ، ويصعب قياس أضلاعه من الداخل لملاصقتها الأضرحة الأخرى من الشرق والغرب والجنوب ، كما يبلغ ارتفاع جدران الضريح نحو ( 5.45 متر ) ، وترتفع رقبة القبة ( 1.50 متر ) ، وارتفاع القبة عموما فوق الضريح بنحو ( 2.25 متر ) .

পৃষ্ঠা ৩

- مدخل الضريح :يقع المدخل في الجدار الشمالي المطل على صحن المسجد عرضه ( 1.25 متر ) وارتفاعه ( 2.4 متر ) ، متوج بعقد مدبب زين بزخرفة جصية مفصصة ، ويكتنف العقد من الجانبين نص كتابي في الجانب الأيمن : ( لا إله إلا الله ) ، والجانب الأيسر : ( محمد رسول الله ) ، ويغلق عليه باب خشبي ذو مصراعين وأسكفة وعارضتين ربط بينهما بالمفاصل الحديدية ، والنافذة اليسرى عرضها ( 90 سم ) ، وارتفاعها ( 1.80 متر ) واليمنى عرضها ( 80 سم ) ، وارتفاعها ( 1,50 متر ) ، والنوافذ والمدخل يقعان داخل حنايا مستطيلة الشكل توجت بعقود نصف دائرية ، كما يتوسط هذه العقود نوافذ دائرية الشكل ، ويفتح في الجدار الشرقي للضريح نافذة مستطيلة الشكل عرضها ( 1 متر ) ، وارتفاعها ( 1.50 متر ) ، ويتوج الضريح من الأعلى قبة نصف كروية أقيمت على رقبة مستديرة فتح فيها ثمان نوافذ متوجة بعقود نصف دائرية تقع داخل عقود أخرى نصف دائرية أيضا ، وقد عمد الفنان المعماري إلى تزين رقبة القبة بزخارف نباتية وهندسية قوامها مستطيلات بداخلها ورود مثمنة تخرج منها خطوط ، قسم المستطيل إلى أقسام أربعة ، منها خطان طويلان وآخران قصيران ، أما الطويلان فينتهي كل منهما بورقة ثلاثية قسمت إلى قسمين في كل مربع قسم منها ؛ إضافة إلى أنه زين كل مربع بترس ذي ( اثني عشر رأسا ) ، وهذه الزخارف محصورة بين كل نافذتين ، كما يعلو تلك الزخرفة ويدنوها زخارف عبارة عن عقود متراصة عملت من الجص ، إلى جانب ذلك يعلو تلك الزخرفة شريط يبرز قليلا إلى الخارج نفذ من الجص وزين بنقش كتابي بخط النسخ ، ويتوج الضريح من الأعلى قبة نصف كروية عالية الارتفاع زين بدنها بدوائر صغيرة ذات لون أخضر تنتهي من الأعلى بزخرفة الهلال .

পৃষ্ঠা ৪

وقد تم بناء ضريح الهادي من الحجر الأبيض " الصعدي " بلق ، بلغت عدد مداميكه ( 22 مدماكا ) ، والقبة من الآجر ، وتم كساؤها بمادة القضاض حتى تمنع تسرب المياه إلى داخل الضريح ، ويعتبر تخطيط ضريح الهادي متميزا إذ أنه لم يلتزم المعمار في تخطيطه بتطور الأضرحة ، فتخطيطه يتكون من قاعة وسطية مربعة الشكل تمثل صدر المبنى ، تفتح من ثلاث جهات بواسطة عقود على قاعات مربعة تشمل أضرحة الأحفاد ، وقد جاء هذا التخطيط للحاجة إلى البناء بهذا الشكل إذ بنيت هذه الأضرحة بعد وفاة الإمام الهادي بنحو ( أربعة قرون ) مما جعل الإمام المهدي يأمر بالبناء على الأضرحة والتي كانت مدفونة في وضع غير متناسق ليبنى عليها قبة واحدة مربعة الشكل ، ونتيجة لوضع الدفن فقد عمد المعمار إلى بناء قباب على الجميع والربط بينهم بفتحات العقود من ضريح الهادي ليوثق الصلة ليست بالقرابة فحسب ولا بالجوار في القبور فقط بل زاد في الصلة بالمباني ، فقد فتح المعمار العقود على أضرحة الأبناء والحفيد ، وكأنه يفتح ذراعيه وصدره لهم .

2 الديرة ( السور ) :-

يرجع بناء سور مدينة صعدة إلى عام ( 940 ه القرن السادس عشر الميلادي ) ، وقد تم تأسيسه بأمر الإمام " يحيى شرف الدين " ، وتناقل الرواة أن فترة العمل في بناء السور استمرت ستة أشهر واستخدم في تشييده ( 500 عامل ) من مهن مختلفة ، وشيد السور من مادة الطين الزابور المخلوط بالتبن واتخذ الشكل الدائري المتعرج لتسهيل عملية المراقبة وصد هجمات الغزاة لحماية المدينة ومركز الحكم فيها ، ومقاومة العوامل الطبيعية .

পৃষ্ঠা ৫