كانت دوري تجلس دائما على مقعد مستقيم الظهر أمام مكتب، وليس على الأريكة التي تزينها الورود وتغطيها الوسائد. نقلت السيدة ساندس مقعدها إلى جوار المكتب، بحيث تستطيعان التحدث بدون أي حاجز بينهما.
قالت: «توقعت إلى حد ما أن تفعلي هذا؛ أعتقد أن هذا ما كنت سأفعله لو كنت في مكانك.»
لم تكن السيدة ساندس لتقول هذا في البداية؛ فمنذ عام، كانت أكثر حذرا؛ إذ كانت تعلم أن دوري يمكن أن تغضب من فكرة أن أي إنسان، أي مخلوق، يمكن أن يكون في مكانها. الآن، تعرف أن دوري سوف تعتبرها مجرد وسيلة، بل وسيلة متواضعة، لمحاولة الفهم.
إن السيدة ساندس من نوع مختلف؛ لم تكن رشيقة ولا رفيعة ولا جميلة. ولم تكن كبيرة في السن كذلك. كانت تقريبا في عمر والدة دوري؛ على الرغم من أنها فيما يبدو لم تكن من الخنافس يوما. كان شعرها الرمادي قصيرا، ولديها شامة فوق إحدى عظمتي وجنتيها. وكانت ترتدي أحذية مستوية وبنطلونات فضفاضة وبلوزات مزينة بالورود؛ وحتى عندما تكون بلون وردي أو تركوازي لم تعكس اهتمامها حقا بما ترتديه؛ كما لو أن أحدهم قال لها إنها تحتاج إلى أن تتأنق، فذهبت في طاعة تشتري ما اعتقدت أنه يمكن أن يحقق هذا. أزال وقارها الكبير واللطيف والموضوعي أي مرح مفرط وأي قدر من الإهانة قد تعبر عنه تلك الملابس.
قالت دوري: «حسنا، لم أره في المرتين الأوليين إطلاقا. لم يرغب في الخروج.» - «لكنه خرج هذه المرة؟ خرج، أليس كذلك؟» - «بلى، خرج. بالكاد تعرفت عليه.» - «هل كبر في السن؟» - «أعتقد هذا، أعتقد أنه فقد بعضا من وزنه. وتلك الملابس، الزي الموحد، لم أره قط يرتدي شيئا كهذا.» - «هل بدا لك شخصا مختلفا؟» - «كلا.» ثم عضت دوري شفتها العليا وهي تحاول أن تفكر كيف كان الاختلاف. كان هادئا جدا. لم تره قط هكذا من قبل. لم يعرف حتى إنه سوف يجلس أمامها. كانت كلماتها الأولى له: «ألن تجلس؟» فقال: «هل هذا مناسب؟»
قالت: «بدا خاويا نوعا ما. تساءلت ماذا إذا كانوا يعطونه مخدرا؟» - «ربما شيئا ما ليظل مستقرا. لا أعرف. هل تبادلتما الحديث؟»
تساءلت دوري إذا كان يمكن أن تسميه هكذا. سألته بعض الأسئلة الغبية والعادية؛ كيف يشعر؟ (بخير.) هل يحصل على ما يكفي من الطعام؟ (يظن هذا.) هل هناك مكان يستطيع أن يمشي فيه إذا أراد؟ (نعم، تحت المراقبة. يعتقد أنه يمكن تسميته مكانا. ويعتقد أنه يمكن تسميته مشيا.)
قالت: «يجب أن تحصل على هواء نقي.»
قال: «هذا صحيح.»
سألته ما إذا كان قد كون أي صداقات. بالأسلوب الذي تسأل به أطفالك عن أحوالهم في المدرسة.
অজানা পৃষ্ঠা