قالت دوري: «بل ليس حتى ممكنا.» - «ربما لم يكن ممكنا.»
لم يتحدثا عن لويد في تلك الأيام. لم تكن دوري تفكر فيه قط ما دام بوسعها تجنب ذلك؛ وعندما كانت تفكر فيه كانت تعتبره حادثة فظيعة من حوادث الطبيعة.
قالت - مشيرة إلى ما جاء في الكتيب: «حتى لو آمنت بهذه الأمور، سيكون هذا فقط من أجل ...» كانت تريد أن تقول إن هذا الإيمان القوي يمكن أن يكون مناسبا لأنها تستطيع حينئذ أن تتخيل لويد يحترق في الجحيم، أو شيء من هذا القبيل، لكنها كانت عاجزة عن الاستمرار في الكلام لأنه كان من الغباء جدا أن تتحدث عن الأمر. وبسبب المانع المألوف لديها، كان الأمر أشبه بمطرقة تضربها في بطنها. •••
اعتقد لويد أن أطفاله يجب أن يتلقوا تعليمهم في البيت. لم يكن هذا لدواع دينية - كعدم الإيمان بوجود الديناصورات، وإنسان الكهف، والقرود وكل هذه الأشياء - بل لأنه أرادهم أن يكونوا قريبين من والديهم وأن يتعرفوا على العالم بحرص وبالتدريج، عوضا عن أن يلقوا فيه مرة واحدة. قال: «أعتقد أنهم أطفالي؛ أعني أنهم أطفالنا وليسوا أطفال وزارة التعليم.»
لم تثق دوري أنها تستطيع التعامل مع هذا، لكن اتضح أن وزارة التعليم لديها إرشادات وخطط دروس يمكن أن تحصل عليها من المدرسة المحلية. كان ساشا ولدا ذكيا، علم نفسه فعليا القراءة، وكان الاثنان الآخران لا يزالان صغيرين في السن بعد على أن يتعلما هذا القدر. في الأمسيات والإجازات الأسبوعية، علم لويد ساشا الجغرافيا، والنظام الشمسي، والبيات الشتوي لدى الحيوانات، وكيف تعمل السيارة، بأن غطى كل موضوع بالإجابة على أسئلته عنه. وسرعان ما كان ساشا قد سبق خطط المدرسة التعليمية، لكن دوري كانت تلتزم بها على أية حال، وجعلت ساشا يكمل التمارين في الوقت المحدد التزاما بالقانون.
كان يسكن بالمقاطعة أم أخرى تقوم بالتدريس المنزلي. كان اسمها ماجي، وكان لديها شاحنة صغيرة. احتاج لويد سيارته ليذهب إلى عمله، ولم تتعلم دوري القيادة؛ لهذا كانت تسعد حين تعرض عليها ماجي أن توصلها إلى المدرسة مرة في الأسبوع لكي تقدم التمارين المحلولة وتحصل على الجديدة. بالطبع كانتا تصطحبان كل الأطفال معهما. كان لدى ماجي ولدان. عانى الأكبر من أنواع عديدة من الحساسية حتى إنها اضطرت أن تراقب كل ما يأكله مراقبة صارمة؛ وهذا هو السبب في أنها كانت تعلمه في البيت. ثم بدا أنها يمكن أن تبقي الأصغر في البيت كذلك. لقد أراد أن يبقى مع أخيه وكان يعاني من الربو على كل حال.
كم شعرت دوري بالامتنان حينئذ بمقارنتهما بأطفالها الأصحاء الثلاثة. قال لويد إن السبب هو أنها أنجبت كل أطفالها حين كانت لا تزال يافعة، بينما انتظرت ماجي حتى بلغت حافة سن اليأس. كان يبالغ في تقديره لعمر ماجي، لكن كان صحيحا أنها انتظرت. عملت بمهنة فني صناعة نظارات. كانت شريكة زوجها، ولم يبدآ في تكوين عائلة حتى تستطيع ترك المهنة، وكان لديهما بيت في الريف.
كان شعر ماجي خليطا من الأبيض والأسود، وقصيرا جدا. كانت طويلة، ذات صدر مستو غير بارز، مبتهجة وعنيدة. وكان لويد يدعوها «ليزي» (السحاقية)؛ من وراء ظهرها فقط بالطبع. كان يمازحها في التليفون لكن يهمس لدوري: «ليزي». لم يزعج هذا دوري فعليا؛ فهو قد نعت عديدا من النساء بهذا، لكنها خشيت أن ترى ماجي مزاحه ودا مبالغا فيه، أو تطفلا، أو على الأقل مضيعة للوقت. - «تريدين التحدث إلى السيدة العجوز؟ نعم، إنها هنا. تغسل على لوح الغسيل. نعم، أجعلها تعمل كالعبيد. هي قالت لك هذا؟» •••
اعتادت دوري وماجي أن تشتريا البقالة معا بعد أن تحضرا الأوراق من المدرسة، ثم في بعض الأحيان تحتسيان القهوة في تيم هورتونس وتأخذان الأطفال إلى حديقة ريفرسايد. تجلسان على أحد المقاعد الطويلة بينما يتسابق ساشا وأطفال ماجي حولهما أو يتدلون من آلة جديدة للتسلق، وباربرا آن تتأرجح وديميتري يلعب في ملعب الرمل؛ أو تجلسان في الحافلة الصغيرة إذا كان الجو باردا. تتحدثان معظم الوقت عن الأطفال وما تطبخان. لكن بطريقة ما، اكتشفت دوري كم ترحلت ماجي في أوروبا قبل أن تتلقى تدريبها في صناعة النظارات، واكتشفت ماجي كم كانت دوري صغيرة في السن حين تزوجت. وكذلك كيف حبلت بسهولة في البداية، وكيف لم يعد هذا سهلا بعد ذلك، وكيف جعل هذا لويد متشككا، بحيث فتش أدراجها بحثا عن حبوب منع الحمل؛ اعتقادا منه أنها تتناولها في الخفاء.
سألت ماجي: «وهل تأخذينها؟»
অজানা পৃষ্ঠা