চাঁদের মুখে ছেলে: একজন বাবার তার প্রতিবন্ধী সন্তানের জীবনের যাত্রা
الصبي في وجه القمر: رحلة استكشاف أب لحياة ابنه المعاق
জনগুলি
في الصورة التي كان يبدو فيها مثل كيري، يبدو أكثر حرصا وثقة، ولكنه يستمع في حذر لبعض التفاهات عبر مسجل الصوت. كان من الممكن لصورة طبيعية أن تجعلنا نتصور أنه طفل طبيعي.
أفضل صوره التي التقطت في لحظات أكثر خصوصية له؛ فحين بلغ من العمر حوالي عام، استأجرنا كوخا في جزيرة في خليج جورجيان، على بعد بضع ساعات شمال تورونتو. كان مكانا منعزلا على بعد 40 دقيقة بالقارب من أقرب مرسى قوارب، ويحيط به فقط ساكنو الأكواخ الآخرين من الجزر الأخرى، ويمكن الوصول إليه فقط عن طريق الماء، وهو مكان هادئ جدا لدرجة أنني كنت أخشى عندما توجد رياح خفيفة أن يسمع ساكنو الأكواخ الآخرون صراخ ووكر، أو حتى صياحي. ولكن هدوء المكان غيره؛ فهناك تغير حاله، وأصبح أكثر ثقة بنفسه، وأقل تشتتا. أحيانا كان يتطلع إلى أوقات الغروب البرتقالية في نهاية يوم صاف، مع هبوب النسيم، كما لو أنه كان يستطيع رؤية شيء على بعد ألف ميل بجوار مياه الخليج؛ المنظر الطبيعي الممتد. عرف المكان، وعرف ما يميزه على أي حال، حتى لو لم يكن يعرف أين يوجد على وجه التحديد، أو لم يتمكن من إيضاح ذلك. التقطنا صورة له هناك، وهو بين ذراعي أولجا، وهي المرة الوحيدة التي كانت فيها معنا هناك خلال سبع سنين (فقد كان المكان الوحيد الذي لا يمكن أن تذهب إليه؛ فهي تكره الثعابين، والجزيرة مليئة بالأفاعي ذوات الجرس)، بخصلة شعره الأمامية الغريبة الذهبية في ضوء غروب الشمس، أطلقت جوانا على الصورة اسم «ابن بالمعمودية»، وقد بدا هو كذلك. كانت هذه الجزيرة أول مكان أتصور فيه أن لديه حياة داخلية، حياة خاصة مستقلة عن أي أحد فينا. هناك، بعد ظهيرة أحد الأيام، حين قال الجميع بعد يوم من السباحة - النسخة الكندية للجنة - التقطت له جوانا صورة وهو على الأريكة الزرقاء الناعمة الموجودة في حجرة المعيشة، وشمس ما بعد الظهيرة تتوهج من خلال النوافذ المحيطة.
يبدو طبيعيا تماما، صورة طبق الأصل من والده حين كان طفلا، ومن جده قبله، وربما لهذا السبب أحببتها؛ فهي دليل على الرابطة التي تجمع بيننا. أرى فخذيه النحيفتين، وسمرة بشرته - سمرة البشرة! - وقد وضع رأسه على يديه، وركبتيه إلى أعلى، ويرتدي بنطالا قصيرا مربع النقش (وهو من ملابس هايلي التي لم تعد ترتديها)، وسويت شيرت أزرق. وهذه صورة قريبة جدا لما نعتقد أنه يفترض أن يكون عليه، وهي غير أمينة إلى حد ما.
وفي صورتي المفضلة من بين كل الصور، كان عمره ست سنوات، وكان قد التحق حينها بمدرسة جديدة، وبدأ يتحسن. تبعد مدرسة بيفرلي العامة للأطفال المعاقين عقليا عشر دقائق بالسيارة من بيتنا، وتقع مباشرة بجوار مكتب صغير كنت أمتلكه في تلك الأيام؛ فكان بإمكاني الوقوف بالخارج والنظر من فوق سورها إليه، وهو يلعب بالأرجوحة في ملعب المدرسة. كانت مدرسة رائعة، كبيرة ومفتوحة، ومصممة بكوات في السقف ونوافذ منخفضة تناسب الأطفال الذين يقضون معظم يومهم وهم راقدون على ظهورهم. كانت هناك مساحة ملائمة للأطفال.
التقطت الصورة بعدما التحق ووكر بالمدرسة مباشرة. يقف ووكر في الحجرة الشمسية لبيتنا، يحملق بتركيز في الآلة الكاتبة اليدوية القديمة الخاصة بي، ويداه وأصابعه مبسوطة على المفاتيح. بالطبع كان ملمس المفاتيح على راحتيه المتململتين هو ما جذبه لفعل ذلك، مرونة المفاتيح والشعور بالقدرة على استخدام اليدين، ولكنه يبدو كما لو أنه يحرز تقدما، وهو وهم ليس غريبا على من يتكسبون رزقهم من الكتابة. كان يلبس القميص الأحمر مربع النقش الذي أعطيته إياه، وهو مستعد أن يكتب على الآلة الكاتبة، ولديه الكثير ليقوله وبعينيه بريق الشخص المتحمس للقول. ربما قد رأى والديه كثيرا ينحنيان بهذه الطريقة، وهو مشهد رائع؛ من يدري، قد يوضح لنا أن هذا حب استطلاع عبقري، لحظة صفاء في هذا الرأس المضطرب. أو هكذا أرى حتى يتبدد الجمال، والمساحة التي حول عيني تبدأ في الأفول، ولا أستطيع النظر إلى الصورة مرة أخرى. هكذا الحال بالنسبة إلى كل لحظة من السعادة معه، هنالك لمحة من الحزن عندما تصل لنقطة ما حتمية فيها، تذكرك ب ... حسنا، لا داعي لذلك، لا حاجة للخوض في هذا الأمر على نحو عميق، ولكن علي أن أضع صوره جانبا الآن؛ هذا أقصى ما أستطيع تحمله، لقد استغرق الأمر مني وقتا طويلا حتى أبعد هذه الأفكار عني، ولا أجرؤ أن أدعها تعود ثانية. ***
أثناء الأوقات العصيبة، كنا نذهب أنا وزوجتي مرتين أو ثلاثا كل أسبوع إلى المستشفى لأسباب كثيرة، منها: عدوى في الأذنين، ونوبات برد مصحوب بصعوبة في التنفس، وحالات إمساك طويلة، وحالات طفح جلدي، ونزيف، وجفاف وإمساك (على الأقل في مرة لا تنسى)، وآلام بالأسنان وأكثرها صراخ لا يتوقف. وذات مساء، كنت قد ذهبت إلى مستشفى الأطفال المرضى في الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، وبقيت حتى منتصف الليل، وعدت في صباح اليوم التالي من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثانية عشرة.
الواقع يكون ثلاثي الأبعاد في جحيم قسم الطوارئ في مستشفى الأطفال. بداية، مستوى الضوضاء المعتاد يكون في الغالب ستة أطفال يصرخون في وقت واحد، وكل واحد يصرخ بنبرة ودرجة مختلفتين؛ وبوسع الموسيقار روسيني أن يؤلف أوبرا من هذا الصراخ. يتعامل طاقم المستشفى بحيوية مع أزمة تلو الأزمة، هم آلات في أردية ذات لون أخضر وأزرق فاتح، يكرسون وقتهم بالكامل للعناية بصحة الأطفال، سواء الأطباء المقيمون الذين في غاية الحماس، أو الممرضات والممرضون الذين يتفانون في العمل ويتسمون بالهدوء الشديد، أو الأطباء الذين يتنقلون بين كل جنبات القسم، يحاولون ألا يتأثروا بسجال الصراخ والتبول والتقيؤ والألم الحادث. وبالطبع هناك الصوت الصاخب المماثل، والذي لا يمكن دائما أن تسمعه ولكن تستطيع أن تشعر به دائما كصوت زئير في أذنيك، وهو صوت قلق الآباء. بعض هؤلاء الآباء فظ جدا بحيث يتحدثون بحدة مع الأطباء والممرضات، وهم يشعرون بتوتر شديد، ويدفعون أطفالهم قبل أطفالك؛ لأن مشكلتهم أكبر، أو لأنهم ينتظرون منذ فترة طويلة. هناك فئتان من الأمهات في قسم الطوارئ، الأولى تكره وجودها في المكان، والأخرى تحب المكان في قرارة نفسها؛ لأنها في النهاية وسط أشخاص آخرين يتفهمون حالة أطفالها. ويعد قسم الطوارئ مهرجانا اجتماعيا متكاملا؛ إذ نجد الأطفال الأصحاء الذين يوجد لديهم بثور غريبة على أرجلهم البريئة (بسبب مرض في الدم)، والأمهات الوحيدات ومعهن أربعة أطفال شاحبين يعانون من سوء التغذية من منازل أستطيع أن أتصورها في ذهني، إضافة إلى الأسلاك العديدة الممتدة في حجرة النوم (ودرجة حرارة الأصغر فيهم 102 لمدة أربعة أيام متصلة)، وعائلات محتشدة يرتدي أفرادها ملابس أنيقة وهم لا يألفون المشهد الدرامي للاستشارة التي تلي العمليات (حادثة معسكر، سكين في الرأس، تلف محدود في العصب البصري دون إضرار بالبصر أو الرأس، ولكن مع حدوث خلل مؤقت في حركة الذراع اليسرى).
من المحظوظون هذه المرة؟ من سيمكثون ومن سيتنفسون الصعداء ويغادرون المستشفى؟
كان قلقي يذهب عني ثم يعود: هل هو مجرد برد؟ لا، هو سرطان. لا، هو برد ... دائما ما كانت حالة ووكر تحير الأطباء وكانوا يسألون دائما نفس الأسئلة، ويطلبون نفس التفاصيل مرات ومرات. «نعم، هو يأخذ كل طعامه من أنبوب التغذية في البطن.» «نعم، حاولنا إطعامه عن طريق الفم.» «هيدرات الكلورال. نعم، بناء على وصفة طبية.» «ليست المشكلة في أذنيه، أعرف ذلك؛ لأنني كنت هنا أمس بسبب أذنيه، المشكلة ليست في أذنيه؛ لأنه لا يصرخ بمثل هذه الطريقة إذا كان الألم فيهما.» «نعم يا دكتور انتظرت، انتظرت خمسة أيام، وهو يصرخ طوال الوقت، قبل أن أفكر حتى في إحضاره إلى هنا.»
كان يوجد العديد من اللعب المحشوة التي على هيئة حيوانات في المتجر الكائن في ردهة مستشفى الأطفال المعروف الموجود في قلب المدينة العبقرية الرائعة! ومع ذلك فالمكان كان مليئا بالأطباء الذين لا يمكنهم مساعدة ولدي. ونشأت لدي درجة من الشك نحو مجال الطب، والتي بدت لي بعدما أخبرني الطبيب الرابع على التوالي بشيء أعرفه مسبقا. أحيانا يرون شكي ويتفقون معي، ويعترفون بهدوء بعجزهم، الأمر الذي كان يجعلني أحبهم مرة أخرى، وفي أحيان أخرى يلاحظون إحباطي، ويبتعدون عني.
অজানা পৃষ্ঠা