... وروى أبو يعلى في حديث طويل عن أنس رفعه : إذا خرج المسلم من بيته يعود أخاه المسلم خاض في الرحمة إلى حقويه ، فإذا جلس عنده غمرته الرحمة ، وكان المريض في ظل عرشه ، والعائد في ظل عرشه . فيه عياد بن كثير ضعيف متروك ؛ لغفلته ، وإن كان صالحا ، لكن له شواهد ، والديلمي عن أبي هريرة رفعه : أهل الجوع في الدنيا هم الذين يقبض الله أرواحهم ، وهم الذين إذا غابوا لم يفتقدوا ، وإذا شهدوا لم يعرفوا ، أخفياء في الدنيا ، معروفون في السماء ، إذا رآهم الجاهل ظن أنهم سقماء ، وما بهم سقم / 8 ب إلا الخوف من الله ، يستظلون يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله . في إسناده ضعف ، وابن أبي الدنيا عن مغيث بن سمي أنه قال : الصائمون في ظل العرش ، ومثله لا يقال رأيا ، بل عندهم أيضا ، عن أنس مرفوعا : الصائمون ينفح من أفواههم ريح المسك ، وتوضع لهم يوم القيامة مائدة تحت العرش ؛ فيأكلون منها ، والناس في شدة ، والديلمي عن أبي الدرداء رفعه : يوضع للمصلين موائد من ذهب تحت العرش ، وفي أمالي ابن ناصر عن أبي سعيد رفعه : من صام في رجب ثلاثة عشر يوما وضع الله يوم القيامة مائدة في ظل العرش ، يأكل منها ، والناس في شدة ، وهو شديد الوها ، والحارث ابن أبي أسامة عن علي رفعه : من صلى ركعتين بعد ركعتي المغرب ، قرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب ، وقل هو الله أحد خمس عشرة مرة ، جاء يوم القيامة فقيل : هذا من الصديقين ، فيجوزهم ، فيقال / هذا من الشهداء ، فيجوزهم ، فيقال هذا من النبيين ، فيجوزهم ، فيقال هذا من 9 أالملائكة ، فيجوزهم ، فلا يحجب حتى ينتهي إلى ظل العرش ، وهذا منكر ، قاله الديلمي عن أنس رفعه : يؤتى يوم القيامة بالمتقاعسين والمتبذلين، قالوا : يا رسول الله ومن هم؟ قال : أما المتبذلون فهم الذين تركوا (¬1) مهج دمائهم لله ، فهراقوها ، شاهري سيوفهم ، يتمنون على الله عز وجل يوم القيامة ، لا ترد لهم حاجة، وأما المتقاعسون فهم أطفال المؤمنين ، اشتد عليهم الموقف ؛ فيتصايحون ، فيقول الله يا جبريل ما هذا الصوت ، وهو أعلم بذلك ، فيقول جبريل : رب أطفال المؤمنين ، اشتد عليهم الموقف ، قال فيقول : أظلهم تحت ظل عرشي ، فيظلهم ثم يقول : يا جبريل أدخلهم الجنة فيرتعون فيها ، فيسوقهم جبريل فيصيحون كما يصيح الخرفان إذا عزلت أمهاتهم ، فيقول : يا جبريل / وهو بذلك أعلم 9ب ما حالهم ، قال يا رب يريدون الآباء والأمهات ، فيقول الله عز وجل أدخل الآباء والأمهات مع أطفالهم جنتي برحمتي ، ضعيف ؛ لبعضه شواهد ، والطبراني برواة ثقات عن ابن عمر مرفوعا في حديث أن إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم تحت ظل العرش ، وأبو نعيم عن وهب بن منبه ، قال : قال موسى : إلهي من ذكر بلسانه وقلبه ، قال : يا موسى أظله بظل عرشي ، وأجعله في كنفي ، وعنده بطريق آخر عن كعب مثله ، وهما واهيان ، لكن في الذكر أحاديث شاهدة بالثواب الجزيل منها ما يستأنس به في الجملة ، وابن عساكر عن ابن مسعود ، وسعيد بن منصور ، والبيهقي عن رجل من الصحابة ، قال : رأى موسى رجلا في ظل العرش ، قال : من هذا ؟ قال : لا أحدثك من هو ، ولكن سأخبرك بثلاث فيه ، كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله / ولا يعق والديه ، ولا يمشي 10 أبالنميمة ، وأحمد في الزهد ، وابن أبي الدنيا عن عكدطاء بن يسار أن موسى قال : يا رب أخبرني بأهلك الذين هم أهلك ، الذين تؤويهم في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ، قال : هم الطاهرة قلوبهم ، النقية قلوبهم ، البرية أبدانهم ، الذين يتحابون بجلالي ، الذين إذا ذكرت ذكروا بي ، وإذا ذكروا ذكرت بهم ، الذين يسعون في الوضوء في المكاره ، وينيبون إلى ذكري كما تنيب النسور إلى وكرها ، ويغضبون لمحارمي إذا استحلت ، كما يغضب النمر إذا حرب ، ويكلفون بحبي كما يكلف الصبي بحب الناس . وابن المبارك في الزهد ، وأخبرنا معمر عن رجل من قريش ، قال : قال موسى ، قد ذكره ، وزاد الذين يعمرون مساجدي ، ويستغفروني بالأسحار ، وأبو نعيم عن أبي إدريس الخولاني ، قال قال موسى : يا رب من في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك ، قال : الذين أذكرهم ، ويذكروني ، ويتحابون / لجلالي 10 ب فأولئك في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ، والديلمي عن أنس مرفوعا : لقول الله عز وجل : قربوا أهل لا إله إلا الله من ظل عرشي ، فإني أحبهم . والطبراني بسند صحيح في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص : لهم أي المؤمنين منابرمن نور ، يظل عليهم الغمام ، والديلمي وأبو يعلى بسند ضعيف عن أبي الدرداء مرفوعا : خلق الله الإنس ثلاثة أصناف : صنف كالبهائم ، ثم قال الله تعالى : [ لهم قلوب] (¬1) الآية ، وصنف أجسادهم أجساد بني آدم ، وأرواحهم أرواح الشياطين ، وصنف في ظل عرش الله يوم القيامة ، يوم لا ظل إلا ظله ، والمراد خيار المؤمنين ، كما صرح به القرطبي ، فقال في قول سلمان : لا يجد حر جهنم مؤمن ولا مؤمنة، ظاهره العموم ، وليس كذلك، أما المراد والله أعلم مؤمن كامل الإيمان ، أو من استظل بظل العرش ، وكذا ما جاء ، المرء في ظل صدقته ، والأعمال الصالحة أصحابها في ظلها ، انتهى .
... وفي حديث مرفوع أن الشهداء في ظل عرش / الرحمن في الجنة . وأبو داود 11أ والحاكم ، وصحح على شرط مسلم مرفوعا في شهداء أحد : أرواحهم في أجواف طير خضر ، تأوي إلى قناديل من ذهب ، معلقة في ظل العرش .
পৃষ্ঠা ১৫