هناك، وقالت لي إنها انزعجت عندما أخبرتها
إنصاف
بمرضها، وجاءت على الفور فوجدتها في أحسن حال. كانت
إنصاف
تحتسي القهوة، وعندما نظرت إليها قالت إنها أحسن حالا الآن، وقالت إنها ستجن من النسوة اللاتي يحطن بها، وقالت إن أختها لا تريد أن تشارك في نفقات المنزل، وإن صاحب المنزل واثق من كسب قضية الإيجار، وقال لها اليوم إن التخفيضات ستلغى، وقالت إنه يكاد يطير من الفرح لأن الحراسة رفعت عن أراضي البعض. تطلعت إلى ساعتي فقالت إن
حسنين
ذكي، وإنه تغدى عندها اليوم، وقالت إنه يناسبها تماما فهو في الخمسين وبلا زوجة أو أولاد ، وقالت إنه يأتي كل يوم الآن ويجلس صامتا لا يتكلم، ويحمر وجهه عندما تتحدث إليه، وإنها لا تعرف ماذا تفعل معه. تطلعت إلى ساعتي مرة أخرى فسألتني عن أخي وزوجته. قالت إنها لا تطيق زوجة أخي، وإنها على أية حال تكره جميع النساء. قلت إني أريد أن أذهب الآن لعملي. قالت: ابق قليلا حتى موعد العشاء. قلت إني أكلت منذ قليل، قالت إنها تخشى أن تموت في أي لحظة. غادرت مقعدها بصعوبة وقالت إنها سترى ماذا أعدوا للعشاء. مضت إلى المطبخ. أدرت التليفزيون. كان هناك بيان عن اجتماعات الملوك والرؤساء، وإنها انتهت، وإنهم اتفقوا على الإجراءات اللازمة. قمت واقفا عندما عادت
إنصاف ، وقلت إنهم لا بد سيحتاجون إلي في الجريدة الآن. انصرفت إلى منزل أخي وخلعت ملابسي. كان الجو حارا والعرق يسيل على وجهي وذراعي فأخذت حماما، ثم جذبت حقيبتي من أسفل السرير وأخرجت منها كراستي، وأغلقت الحقيبة وأعدتها مكانها. جلست إلى المكتب بملابسي الداخلية وقرأت ما كتبته من قبل، وكان العرق ما زال يسيل على وجهي وذراعي، وسقطت نقطة منه على الورق. تحسست ذراعي بخدي وشممت رائحة عرقي، وأغلقت الكراسة ووضعتها في الدرج. قمت فأخذت رواية
إريك ماريا ريماك ، وجلست أقرؤها بجوار التليفون. وجدتها بلا طعم، وقد فقد روحه المرحة في روايته الأولى المشهورة، وأخذ يكرر نفسه. فتحت الراديو ثم أغلقته. دق جرس التليفون فرفعت السماعة وإذا بها
سلوى . قالت إنها تتحدث من منزلها، وإنها مريضة منذ كانت معي أول أمس، وقالت إنها غاضبة لأني لم أسأل عنها أمس أو اليوم، وقالت إنها تفكر في طول الوقت. قلت إني سأكلمها غدا لأني خارج الآن إلى موعد ضروري. وضعت السماعة وذهبت إلى حجرتي، ثم دخلت الحمام وأضأت نوره وغسلت فمي بالماء، ثم أطفأت النور ودخلت حجرة أخي فأضأت نورها ووقفت أتأمل محتوياتها. كانت هناك مجلة مصورة ملقاة على الفراش ومفتوحة على صورة فتاة عارية، وبجوار المجلة ملابس داخلية مستعملة، وكان الفراش غير مرتب. أطفأت النور وذهبت إلى حجرة زوجة أخي ، وجدتها مرتبة بعناية. جذبت مقبض دولابها لكنه كان مغلقا بالمفتاح، وبالمثل كانت أدراج المرآة. أطفأت النور ومضيت إلى المطبخ. وقفت أتأمل محتوياته. كان هناك صف من الزجاجات والعلب الفارغة في الركن، ولم تكن زوجة أخي تتخلص من أي شيء فارغ. تناولت كنكة القهوة، ثم أعدتها مكانها، وأخذت إبريق الشاي فوضعت فيه كوبا من الماء ووضعته على النار. وقفت في نافذة المطبخ أتأمل الشرفة المواجهة، ثم عدت إلى إبريق الشاي وكانت المياه قد غلت فأطفأت الموقد. أضفت ملعقة من الشاي إلى الإبريق وتركته قليلا، وأعددت كوبا من ثلاث ملاعق من السكر. أفرغت الشاي في الكوب وحملته إلى الصالة وجلست أشربه أمام التليفون، ثم أشعلت سيجارة وأطفأت النور. مضيت إلى حجرتي فتمددت على الفراش في الظلام أدخن، وتمنيت في لحظة ألا تأتي المكالمة على الإطلاق، ثم دق جرس التليفون دقة طويلة متصلة. قفزت إلى الصالة ورفعت السماعة. سألني عامل الترنك عما إذا كنت هو أنا، ثم جاءني صوتها بعيدا ملهوفا. قالت إنها تأخرت لأن أخي وصل منذ ساعتين ولم تتمكن من مغادرة المنزل إلا الآن، وقالت إنها متعبة وتريد أن تعود، وإن
অজানা পৃষ্ঠা