سلوى ، قالت: إنها تتكلم بالطابق الأعلى من مكتبها، وقالت إنها تريد أن تسألني في شيء، قلت إني سأصعد إليها بعد قليل. أنهيت طعامي ووضعت أوراقي في الدرج وصعدت إليها، وكانت بمفردها وقد ارتدت ثوبا أزرق ولفت عنقها بوشاح من نفس اللون. قالت إنها أصيبت بالبرد لأنها تجاهلت نصائح أمها وارتدت أمس فستانا بلا أكمام، وقالت إنها لا تطيق الفستان إلا مرة واحدة أو مرتين على الأكثر. وقالت إن صديقة لها قد خطبت وتريد أن تنشر صورتها مع خطيبها في الجريدة، وتريدني أن أقوم بهذه العملية لأنها لا تتحدث مع
فوزي ، وقالت إن
فوزي
هذا غريب، ولأنها كانت تعامله برقة كعادتها ظن أنها مغرمة به، وأصبح يحاسبها على كل تحركاتها ومقابلاتها، بل اكتشفت أنه تعقبها اليوم في الطريق، وقالت إنها تعاني دائما من الرجال الذين يلاحقونها ولا تعرف ماذا تفعل معهم؛ فهي تحرص على ألا تمس مشاعرهم. وقالت إنني الوحيد الذي تشعر معه بالاطمئنان، وإن كاتبا مشهورا كتب عنها رواية. أزاحت خصلة من شعرها غطت عينها اليمنى، وتناولت حافظة صغيرة من درجها وغادرتني لحظة، وعندما عادت لاحظت أنها أضافت طبقة جديدة من الماكياج إلى وجهها، وضاعفت الكحل في عينيها حتى صارتا في حجم الفنجان، عرضت عليها أن نذهب إلى أي مكان، فقالت إنها اتفقت مع صديقة لها على الذهاب إلى فيلم
جيمس بوند
الجديد. قلت إني شاهدته مرتين. أخذت صورة صديقتها وخطيبها، وقلت كان يجب أن يبتسما قليلا. هبطت إلى مكتبي، وجدت
سالم
جالسا إليه، قال إنه جاء إلى الجريدة لأنه لم يجد مكانا آخر يذهب إليه، وقال إن البيت أصبح مورستان، وإن زوجته دائمة الشكوى. وجاء
مصطفى
وقال إنهم يحتفلون الليلة
অজানা পৃষ্ঠা