قال أحمد الخليلي: وقد أدرك المحققون المنصفون من معتقدي الرؤية ضعف الاستدلال على ثبوت الرؤية بهذه الحجة فصرحوا بذلك، فالسيد محمد رشيد رضا يقول في المنار(1): (( وأما رؤية الرب تعالى فربما قيل بادئ الرأي إن آيات النفي فيها أصرح من آيات الإثبات كقوله تعالى: {لن تراني}(2)، وقوله تعالى: {لاتدركه الأبصار}(3)، فهما أصرح دلالة على النفي من قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} على الإثبات فإن استعمال النظر بمعنى الانتظار كثير في القرآن وكلام العرب، كقوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة}(4)، وقوله تعالى: {ما ينظرون إلا صيحة واحدة}(5)، وقوله تعالى: {هل ينظرون إلا تأويله}(6)، وثبت أنه استعمل بهذا المعنى متعديا بإلى، ولذلك جعل بعضهم وجه الدلالة فيه على المعنى الآخر وهو توجيه الباصرة إلى ما تراد رؤيته، إنه أسند إلى الوجوه وليس فيه ما يصحح إسناد النظر إليها إلا العيون الباصرة وهو في الدقة كما ترى ))(7).
পৃষ্ঠা ৬৪