فقال الإمام (ع): فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين من الإنس والجن في أنه {لاتدركه الأبصار}(1)، {ولايحيطون به علما}(2) و{ليس كمثله شيء}(3)؟ أليس هو محمد (ص)؟ قال: بلى. قال: كيف يجيء إلى الخلق جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند الله وأنه يدعوهم إلى الله بأمر الله ويقول لهم عن الله: إنه {لاتدركه الأبصار}، و{لايحيطون به علما}، و{ليس كمثله شيء}، ثم يقول لهم: أنا رأيت الله بعيني وأحطت به علما وهو على صورة البشر؟!! أما تستحون؟ ما قدرت الزنادقة أن ترميه (ص) بهذا أن يكون يأتي بشيء من عند الله ثم يأتي بخلافه!!
قال له أبو قرة: فإنه تعالى يقول: {ولقد رآه نزلة أخرى}(4) فقال الإمام (ع): إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال تعالى: {ما كذب الفؤاد ما رأى}(5)، يقول ما كذب فؤاد محمد ما رأت عيناه ثم أخبر بما رأى فقال: {لقد رأى من آيات ربه الكبرى}(6) فآيات الله غير الله تعالى.
قال: وقد قال عز من قائل: {ولايحيطون به علما}(7) فإذا رأته الأبصار فقد أحيط به علما.
قال أبو قره: أفنكذب الروايات؟
قال الإمام (ع): إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها(8).
وقد ثبت عن النبي (ص) نفي رؤية الله تعالى نفيا صريحا لايدع للشك مجالا. فقد أخرج مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سئل: هل رأيت ربك؟
পৃষ্ঠা ৪৭