قال «يشوع بن سيراخ»: «إذا جعلوك رئيسا فلا تتكبر، بل كن بينهم كواحد منهم؛ لكي تفرح بهم وتأخذ الإكليل زينة وتكرم بهداياهم.»
لقد أحدث «البريدي» في زحلة الحدث الذي لم يسبق إليه؛ فمهرها بالكهرباء، وغمر بيوتها بالماء، وأعطى بذلك المثل الجميل لمن سدت الشهوات مسامعهم، فباعدوا بينها وبين الضمير، فكان أن المهاجرين شعروا بفضله دون المقيمين، فعصبوا رأسه بإكليل جميلهم، وصدره بوسام شعورهم، وأكرموه بهداياهم.
إن الرجل الذي ننشده ونريده ليس كالذي قال عنه «ابن سيراخ»: «يرى بعينيه ويتنهد، كالخصي الذي يعانق عذراء ثم يتنهد.»
عبد الله نوفل
وجه عذب تطفو عليه سحابة من التصوف المعجون بخميرة الخيال.
إذا جلست إليه ولم يكلمك خلته أحد المتصوفين في شيع الأولين، ففي ابتسامته الجميلة الجذابة معنى من معاني الرقة، وفي سكوته المفكر معنى من معاني الجلال. أما إذا تكلم فتحسبه من هؤلاء الفلاسفة الأقدمين، وإن لم تخرج على لسانه بادرة من بوادر الفلسفة، ففي إغماضة عينيه جمال تصغى إليه - وقد يغمض عينيه عندما يتكلم - وفي رفرفة أجفانه سذاجة حلوة رقيقة.
انتشرت على بشرته الرقيقة قماشة مرقشة بألوان حمراء مبيضة وزرقاء شاحبة، تعلوها شعور شهباء غار عليها الشيب غارة حكيمة، فترك منها خيوطا رمادية تكاد تبهت.
لا تظهر على جسده الرقيق لمحة من الهزال، فهو رقيق وحسب.
حسن القامة رفيعها من غير عوج، يعرف أن يكرمها بلباس أنيق ويخلع عليها من مقلتيه هيبة الحكيم.
شاربان صغيران أكل المقص منهما شبعه فلم يترك منهما زاوية تتعدى فتحة الأنف.
অজানা পৃষ্ঠা