রুহ থাওরাত ও ফরাসি বিপ্লব
روح الثورات والثورة الفرنسية
জনগুলি
ومع ذلك فقد دام الإيمان الملكي بعد الاستيلاء على الباستيل وبعد فرار الملك واتفاقه مع الملوك الأجانب، وظل هذا الإيمان المتأصل من القوة بحيث لم تقدر الفتن الباريسية، التي أدت إلى قتل لويس السادس عشر، على استئصاله،
1
فبقي ثابتا في جزء كبير من فرنسة أيام الثورة الفرنسية، وكان سببا لما وقع في المديريات من المؤامرات التي لم يخمدها مجلس العهد إلا بعد عناء كبير.
ورسوخ المشاعر الملكية في النفوس جعل المقصلة عاجزة عن القضاء عليها، فاستمرت الدعوة الملكية قائمة أيام الثورة الفرنسية في أنحاء فرنسة حاشا باريس، وبعض المديريات التي تلاشى فيها الإيمان الملكي؛ لظهور ضعف الملك لسكانها بجلاء ووضوح، ففي عهد الديركتوار انتخبت 49 مديرية نوابا ملكيين، وقد ساعدت تلك المشاعر الملكية، التي كبحت الثورة جماحها بعد ملاحم كثيرة، على نجاح ناپليون بوناپارت الذي جاء ليستولي على عرش الملوك السابقين، وليعيد جزءا كبيرا من النظام السابق.
الفصل الثالث
الفوضى النفسية أيام الثورة الفرنسية وما نسب إلى الفلاسفة من الشان
(1) مصدر المبادئ الثورية وانتشارها
حياة الإنسان الظاهرة عنوان حياة خفية نشأت عن التقاليد والمشاعر، والحياة الخفية هي التي ترشد الإنسان وتحدث فيه مبادئ مهيمنة، وإذا أصاب هذه المبادئ وهن فإن مبادئ أخرى تنبت في مكانها.
والغاية من هذه الملاحظات هو تنبيه القارئ إلى أن ما تأتي به الثورات من الحوادث الظاهرة هو نتيجة نشوء خفي وقع في النفوس شيئا فشيئا، وإلى أن البحث الدقيق في إحدى الثورات يتطلب فحص البقعة النفسية التي نبتت فيها مبادئ هذه الثورات.
يظل نشوء المبادئ التدريجي خفيا مدة جيل واحد في الغالب، ولا يمكن إدراك اتساع دائرته إلا بقياس ما عند الطبقات الاجتماعية من الأحوال النفسية في أول الجيل وآخره، ويجب للاطلاع على الأفكار المختلفة التي كان ينظر بها العلماء إلى الملكية في عهد لويس الرابع عشر ولويس السادس عشر أن نقابل نظريات بوسويه بنظريات تورغو السياسية، فهنالك نرى أن بوسويه، الذي كان يقول: إن سلطة الحكومة مستمدة من الله الذي يحاسب الملوك وحده، وإن الملوك غير مسؤولين أمام الناس - كان يعبر عن إيمان الناس بالملكية المطلقة إيمانا دينيا، ونرى أن ما كتبه الوزراء المصلحون - كالوزير تورغو - كان مشبعا من روح أخرى تعترف بحق الأمة من دون حق الملوك الإلهي.
অজানা পৃষ্ঠা