রুহ থাওরাত ও ফরাসি বিপ্লব
روح الثورات والثورة الفرنسية
জনগুলি
ومن يرد أن يطلع على التباين بين استعداد الأمم السياسي الناشئ عن اختلاف العنصر فليبحث عن أمة واحدة حكمها جنسان.
ولم يكن ذلك نادرا في التاريخ، فقد تجلى حديثا في القطرين، كوبا والفلپين، اللذين استولت عليهما الولايات المتحدة بعد الحكم الإسباني، فكل يعلم درجة ما وصلت إليه كوبا أيام الحكم الإسباني من الفوضى وما وصلت إليه من العمران، في بضع سنين، أيام حكم الولايات المتحدة.
وكل يعلم أن الفلپين كانت أيام سلطان الإسبان الذي استمر قرونا كثيرة، مستنقعا واسعا تعيش فيه أمة بائسة عاطلة من التجارة والصناعة، وأنه بعد استيلاء الأمريكيين عليه أصبح خاليا من العفن والحمى والطاعون موصول الأجزاء بالسكك الحديدية مكتظا بالمصانع والمدارس متمتعا بأسباب الصحة والوقاية.
فإلى مثل هذه الأمثلة يجب رد رجال النظر الذين لم يدركوا ما في كلمة العنصر من المعاني، ولم يفقهوا أن روح الأمة الموروثة هي التي تسيطر على مصيرها. (2) كيف تتلقى الأمة الثورة
شأن الشعوب واحد في الثورات كلها، فهي لا تدرك مغزاها ولا تدبر أمرها، وإنما الزعماء هم الذين يحركونها.
ولا يخلع الطاعة فريق من الشعب بغريزته إلا إذا مس الضر منافعه الظاهرة، وذلك كما وقع في شنپانية حديثا، وتدعى هذه الحركة المحلية بالعصيان البسيط.
ويسهل وقوع الثورة إذا كان زعماؤها من ذوي النفوذ العظيم، وأما مبادئ الثورة فلا تدخل في قلب الشعب إلا بالتدريج، فالشعب يقوم بالثورة من غير أن يعلم سببها، ومتى ساقه الحظ إلى إدراك هذا السبب فإن الثورة تكون قد انتهت منذ زمن طويل.
ويقوم الشعب بالثورة مجيبا دعوة زعمائه ، وهو مع عدم إدراكه شيئا يستحق الذكر من أفكار هؤلاء الزعماء تتوارده هذه الأفكار حسبما يمليه عليه خياله.
خذ الثورة الفرنسية التي وقعت سنة 1789 مثلا تر غايتها أن يقبض على زمام الأمور أبناء الطبقة الوسطى بدلا من الأشراف.
ولم ينظر إلى مصلحة الشعب في بدء هذه الثورة إلا قليلا، والشعب - وإن أعلنت سيادته فيها - كانت هذه السيادة تضر بحقه في انتخاب نوابه فقط.
অজানা পৃষ্ঠা