রুহ থাওরাত ও ফরাসি বিপ্লব
روح الثورات والثورة الفرنسية
জনগুলি
والواقعة التي تركت من بين وقائع ذلك الوقت أسوأ ذكر هي مذبحة سان بارتلمي التي أمر بها، سنة 1572، شارل التاسع وكاترينا دوميديسيس.
لا يتطلب الجزم بأنه لم يوجد ملك قادر على الأمر بوقوع مثل ذلك الحادث بحثا نفسيا دقيقا، فلم تكن واقعة سان بارتلمي جرما اقترفه الملك، بل جرما شعبيا، فلما قتلت كاترين دوميديسيس في باريس خمسة من زعماء الپروتستان الذين ظنت أنهم يأتمرون بها وبالملك وشاع ذلك في باريس انقض أشراف الكاثوليك والحرس الملكي والجمهور على الخوارج فقتلوا منهم ألفي نفس، وقد حذا سكان الولايات حذو أهل باريس في ذلك بعامل العدوى فسفكوا دماء ما يقرب من ثمانية آلاف نفس.
ولما سكن الزمان الحمية الدينية قليلا أنحى المؤرخون من كاثوليك وغيرهم على مذبحة سان بارتلمي باللائمة فأثبتوا لنا بذلك أن الوقوف على نفسية عصر من خلال نفسية عصر آخر أمر متعذر.
لم يوجه إلى حادثة سان بارتلمي أيام وقوعها شيء من الانتقاد في أوربة الكاثوليكية، وقد أوجبت حماسة لا توصف، فكاد فيليب الثاني يصبح مجنونا لشدة فرحه عندما بلغه وقوعها، وتساقطت أنواع التهنئة على ملك فرنسة أكثر مما كانت تتساقط عليه لو نال نصرا عزيزا في ساحة الحرب، ولم يبد السرور على أحد كما بدا على البابا غريغوار الثالث عشر، فقد أمر بضرب أوسمة خاصة تخليدا لذكراها،
1
وبإيقاد نيران الفرح، وبإطلاق المدافع، وبإقامة قداديس كثيرة، وبجعل الرسام فازاري يصور على جدران الڤاتيكان مناظرها، ثم أرسل إلى ملك فرنسة سفيرا ليهنئه بعمله المجيد، فهذه الأنباء التاريخية تدلنا على نفسية المؤمنين في كل دور.
ومن الأمور الطبيعية ألا يبقى الپروتستان مكتوفي الأيدي إزاء هذه الملحمة، فقد بلغ امتعاضهم مبلغا جعل هنري الثالث يمنحهم في مرسوم يوليو، الذي نشره سنة 1576، حرية دينية تامة وثمانية أماكن حصينة وأن يكون عددهم في بعض البرلمانات مساويا لعدد الكاثوليك.
ولم ينشأ عن هذه الامتيازات القهرية ارتياح في النفوس، فقد تألب الكاثوليك وعلى رأسهم دوك دو غيز، وأوقدوا نيران حرب لم يطفئها هنري الرابع إلا بارتداده سنة 1593 وبوضعه مرسوم نانت.
نعم، إنه أضعف جذوتها، ولكنه لم يقض عليها، إذ رفع الپروتستان راية العصيان أيام لويس الثالث عشر فاضطر ريشليو، سنة 1627، إلى محاصرة لاروشيل حيث هلك 15000 من الپروتستان، ولما كان هذا الكردينال الشهير ذا روح سياسية عالية عاملهم بالتسامح.
ولم يدم هذا التسامح طويلا، فالعقائد المتناقضة لا تظل متقابلة من غير أن تتصادم عندما تشعر إحداها بقدرتها على قهر الأخرى، فلما ضعف الپروتستان في أيام لويس الرابع عشر عدلوا عن القيام بأية حركة عدائية وأصبحوا مسالمين، وقد كان عددهم 1200000 نفس وكان لهم 600 كنيسة لها 700 قسيس، وبما أن بقاءهم في فرنسة مما لم يصبر عليه كهنة الكاثوليك أخذوا في اضطهادهم فاعتمد لويس الرابع عشر، سنة 1685، على فرسانه في قتل أناس كثيرين منهم، وبما أن ذلك لم يجد نفعا ضغطه الإكليروس، ولا سيما بوسويه، فألغى مرسوم نانت وخير الپروتستان بين ترك مذهبهم وبين هجرة بلاد فرنسة.
অজানা পৃষ্ঠা