রুহ থাওরাত ও ফরাসি বিপ্লব
روح الثورات والثورة الفرنسية
জনগুলি
والآن يشاهد الناس أنه كلما حاولت القوانين والنظم مساواة الأفراد زاد تقدم الحضارة تفاوتهم، فقد كان الفرق الذهني بين الأمير الإقطاعي والفلاح ضئيلا في العهد السابق، ولكنه أصبح عظيما بين العامل والمهندس في هذه الأيام، وهو آخذ في الزيادة.
وصارت الأهلية عاملا أساسيا للرقي، فذوو الأهلية من كل طبقة يصعدون، والعاطلون منها يقفون أو ينزلون، وما تفعل القوانين في مقتضيات الزمن التي لا مفر منها؟
ومن العبث أن يزعم فاقدو الأهلية أنهم أصحاب القوة لكثرة عددهم، فالقضاء على ذوي الأدمغة العالية التي تفيد العمال بمباحثها يوقع العمال في الفاقة والفوضى.
وما لصفوة الناس من الشأن العظيم في المدنيات الحديثة واضح لا يحتاج إلى إثبات، فعند الأمم المتمدنة والأمم المتأخرة طبقة متوسطة متماثلة، وإنما الذي يجعل الأمم المتمدنة أعلى من الأمم المتأخرة هو ما عند الأمم المتمدنة من صفوة لا نظير لها عند الأمم المتأخرة، وقد أدركت الولايات المتحدة ذلك فأغلقت أبوابها دون عمال الصين الذين يتصفون بأهلية كالتي عند عمال أمريكة ويزاحمونهم في ميدان الصناعة بأجور بخسة.
يزيد النفور بين العوام والخواص كل يوم، ومع أن الاحتياج إلى الخواص لم يشتد في وقت اشتداده في زماننا، فإن الصبر على هذا الاحتياج لم يصعب في دور مثل صعوبته في الدور الحاضر.
ونعد الحقد الشديد على صفوة الناس من صفات الاشتراكية، وينسى أنصار الاشتراكية أن مبتكرات العلم والفن والصناعة هي سر قوة البلاد وسعادة من فيها من ملايين العمال، وأن هؤلاء العمال مدينون لأصحاب العقول السامية الذين أتوا بتلك المبتكرات، فلو أن معجزة جعلت الناس ينتحلون الاشتراكية قبل قرن، وقضت هذه الاشتراكية على صفة المخاطرة وإنعام النظر والمبادرة وكل باعث على العمل لأدى ذلك إلى الوقوف وفقر العامل، والباعث على القول بالمساواة في البؤس هو ما يغلي في صدور بعض ذوي السخف من الشهوة والحسد، ولن يعدل البشر عن تقدم الحضارة إرضاء لمثل هذه الأهواء الدنيئة.
الفصل الثاني
نتائج النشوء الديموقراطي
(1) تأثير المبادئ التي لا قيمة عقلية لها في النشوء الاجتماعي
بينا في الفصل السابق أن السنن الطبيعية لا تلائم الأماني الديموقراطية، ومن الأمور المعلومة أنه لا تأثير لهذه الحقيقة في المبادئ الراسخة في النفوس، فالإنسان لا يبالي بما في المعتقد الذي يسيره من القيمة الحقيقية، والفيلسوف الذي يبحث عن هذا المعتقد، وإن وجب عليه أن يجادل في قيمته العقلية، يجب عليه أن ينقب عن تأثيره في النفوس أيضا.
অজানা পৃষ্ঠা