মহাত্মা গান্ধীর মহান আত্মা

আব্বাস মাহমুদ আল-আক্কাদ d. 1383 AH
77

মহাত্মা গান্ধীর মহান আত্মা

روح عظيم المهاتما غاندي

জনগুলি

لم نقدر بأية حال أنه حادث من الحوادث التي نشهدها في هذه الحياة، وأنه سيصبح عما قريب خبرا من أخبار البرق، التي يوالينا بها في هذه الأيام.

وأكبر الظن أنه لولا رجل واحد ظهر في الهند، لتأجل موعده إلى حياة أبناء، بل حياة أحفاد.

ذلك الرجل الواحد هو «غاندي» بلا مراء. •••

لقد اشتركت في تهيئة ذلك المنظر الصغير - على ميناء بومباي - عوامل لا تحصى في صفحات.

عوامل بعضها من الهند نفسها، وبعضها من القارة الأسيوية في جملتها، وبعضها من الكرة الأرضية بأسرها.

ولكنها إذا وجب أن تحصر في شخص واحد، لم نجد شخصا واحدا نحصرها فيه، غير ذلك الجسد الضئيل: ذلك الروح العظيم.

إنه هو الرجل الواحد الذي يمكن أن يقال: إنه عجل بذلك اليوم حتى دخل في حوادث هذه السنة (سنة 1948) للميلاد ...

لأنه هو الرجل الواحد الذي أدخل في روع الإنجليز أن بقاءهم في الهند عناء لا جدوى لهم فيه، وأن الجلاء عنها أصلح لهم من البقاء. •••

فقد كان من الجائز - بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية وزوال الخطر الياباني عن الهند - أن توازن بريطانيا العظمى بين البقاء والجلاء فيبدو لها أن البقاء أيسر كلفة من الجلاء، ولكن غاندي هو الذي قلب لها كفتي الميزان فأقنعها بأن الأمر معها على نقيض ذلك، وأن جلاءها أيسر كلفة عليها من بقائها؛ لأنه جعل المقاطعة السياسية والاقتصادية سلاحا قاطعا يضاعف مشقة الإنجليز في حكم الهند والاضطلاع بتبعة الدفاع عنها ويقلل من منافع هذا الحكم ومزاياه، وكان مرجع الفضل في نجاحه إلى إخلاصه وتجرده المطلق من المآرب الشخصية، فلم يشق على أحد من خاصة أهل الهند وعامتهم أن يقنع بالكفاف وأن يتحدى المحن والشدائد، وهو يرى أمامه رجلا عالميا موفور الكرامة والوقار يقنع من الكساء والغذاء بكلفة لا تتجاوز بضعة دريهمات.

وأعانه على رسالته أنها رسالة من طبيعة الهند وعنصرها؛ لأنها رياضة روحانية في بلد «الفقراء» والنساك، فصح فيه أنه رد الهند إلى روحها أو رد روح الهند إليها.

অজানা পৃষ্ঠা