মহাত্মা গান্ধীর মহান আত্মা
روح عظيم المهاتما غاندي
জনগুলি
فالجد في النسك هو تفسير كل لبس في حياة هذا الناسك العظيم، ولولا هذه القوة الخلقية الهائلة لما تأتى له أن يكبح شهواته وهي ميسرة كل التيسير إن شاء، ومنها شهوات يستعصي كبحها على أقدر الرجال كشهوة الحكم، وشهوة الترف، وشهوة المال.
ولولا هذه القوة الخلقية الهائلة لما استنهض الهند كلها في صراع يحتاج منها إلى كل قوة مدخرة فيها، وهي فقيرة في قوة العلم وقوة السلاح.
ولو أن الهند تلقته زعيما يلبس أحدث الأزياء، ويغشى أظرف الأندية، ويأخذ بكل بهجة من مباهج العيش الحديث لما زاد على الهند ولا على العالم شيء، ولكنها كانت تخسر كل ما استفادته من تلك البساطة الهائلة، بالغا ما بلغ فيها التناقض والإغراب. •••
على أن الجد في النسك لا يدل في غاندي خاصة على خلق من خلائق التجهم والصرامة، وهما أول ما يبادر الذهن من كلمة النسك وكلمة الجد مقترنتين.
فلم يكن في الرجل تجهم ولا صرامة، بل كانت له سماحة تفيض بالمرح والفكاهة في كثير من المواقف، وكانت له فطنة لمواقف الضحك الطبيعية، لا تخطئها نكتة بريئة من الإساءة والتكدير.
وتعبيراته عن أخطر الأمور تدل على هذه الخليقة السمحة وهذه السليقة الفكاهية التي يلطف بها جهامة العظائم والخطوب.
سألوه مرة: كيف تغيب عنه معائب عقيدته التي يدين بها نفسه ويدين بها أتباعه ومريديه، فحل المشكلة أظرف حل وأصدقه في كلمات قليلة، وقال: إن عقيدة المرء كزوجته، وهو لا يحب زوجته لأنها أجمل النساء وأسلمهن من العيوب ولكنه يحبها ويلازمها لأنها أقرب النساء إليه.
ودعاه نائب الملك مرة في جمع من كبار الموظفين ورجال الدولة، فجاءوه ببعض الشراب الحلو فاعتذر ودعا بكوب من الماء، فلما جاءوه به أخرج من حزامه صرة صغيرة، فأذاب ما فيها وهو يضحك، وشربها «في صحة نائب الملك» وإذا هو ملح ممنوع، يشربه في المكان الذي يصدر منه المنع والتحريم.
ودعاه نائب الملك مرة أخرى فسأله حفيده الصغير: إلى أين تذهب يا جداه؟ قال الجد الوقور متبسطا: إلى نائب الملك.
قال الطفل دهشا: ولكنك تذهب دائما دائما إلى نائب الملك، فلماذا لا يحضر نائب الملك مرة إليك؟
অজানা পৃষ্ঠা