মহাত্মা গান্ধীর মহান আত্মা

আব্বাস মাহমুদ আল-আক্কাদ d. 1383 AH
51

মহাত্মা গান্ধীর মহান আত্মা

روح عظيم المهاتما غاندي

জনগুলি

فقال غاندي: كل ما يفهم من هذا أن الحق ونقيضه قد يتجاوران، وأنهما لا ينفصلان في جميع الأحوال.

وختم هذا الحوار قائلا: لا يكون شيء من الأشياء جميلا إلا بمقدار دلالته على خالقه، وإلا فكيف بغير ذلك يوصف بالجمال.

وبدا على الطالب أن المهاتما أقنعه برأيه، فتمنى لو أنه يكتب في نقد الفنون على هذا الأسلوب، فاعتذر «المهاتما» لأنه لا يحسب نفسه من ذوي الاختصاص في نقد أعمال الفنانين ...

وهذه ولا شك وجهة نظر ناسك، معرض عن فضول العيش وزخارف الأشياء، ولكنها مع هذا وجهة نظر يأخذ بها كثير من الكتاب الفلسفيين الذي يرفعون أعمال الفن إلى الذروة العليا بين شواغل الإنسان في كل زمان، ومنهم أروين إدمان

Irwin Edman

الذي يقول في كتابه مسألة الفلاسفة

: «إن هذه اليقظة للكون كله - لا للصورة والنغمة - هي غاية كل من يسمون إلى اليقظة الكاملة ولا بد لهم - إذا أرادوا أن يبلغوا هذه الغاية - من أن يذهبوا وراء الفنون ووراء الفلسفة، وإن ذهبوا إلى هذه الغاية من طريق الفلسفة نفسها، إلا أنهم لا ينبغي أن يقفوا عند خطوات النقاش والبحث والتفكير، بل عليهم أن يذهبوا وراء الكشف والرؤية؛ ليروا ثمة أن الكون كله يصبح أمامهم كأنه الصورة أو اللحن في نظر الناظر وسمع السامع المستغرق في الرؤية والسماع، هناك يبدو كل شيء واضحا في سره وعجبه، وينظر الشاب الذي راض روحه هذه الرياضة فإذا هو ناظر بكل ما فيه من قوى الروح التي استولى عليها هذا الشعور، وإذا هو في يقظته قد تخلص من نفسه مضحيا مفاديا ليمتزج بما وعاه.»

ومهما يكن من حكم النقد الفني على هذه النظرة، فإن هذا النقد لا ينفي - ولا يستطيع أن ينفي - أن المرء قد ينظر هذه النظرة إلى الفنون ولا يحرم حظ المتعة بجانب من جوانب الجمال، وقد كان غاندي على التحقيق يستمتع من الجمال بكل طيب بسيط، فكان يطرب للأناشيد الروحية، ويبتهج برقص الأطفال، ويهش لرؤية الأزهار والمروج، وكان أسلوبه الكتابي نفسه أسلوبا رائقا صافيا لا يخلو من نغم وجمال وإن خلا من كل تنميق، وقد اعتبر الموسيقى عاملا من عوامل التربية القومية ولا سيما رياضة الجماهير ... لأن الجماهير تحتاج إلى النظام والأنغام نسق ينهي عن الفوضى. وأسف لأن الموسيقى في الهند نعمة مقصورة على الخاصة، وقال غير مرة: إنه يود لو استطاع أن يفرض تعليمها فرضا وأن يشترط في جميع المؤتمرات الكبرى أن يحضرها كبار الموسيقيين.

ولا خفاء بعد هذا كله في مكان الفنون عند غاندي بالنسبة إلى الصناعات، فإن نصيب الصناعات من عنايته كان أوفر جدا من نصيب الفنون.

ولكننا خلقاء أن نفرق هنا بين نوعين من الصناعات على حسب الآلات التي تستخدم فيها.

অজানা পৃষ্ঠা