রোকাম্বোল
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
জনগুলি
وعندما وصل إلى ذلك المنزل وجد جرتريدة تشهق وتنتحب، فعلم بوقوع المصاب، وأعطاه ليون رسالة حنة، فلم يتم قراءتها حتى سقط على المقعد واهي القوى وهو يقول: إن ذلك صنع أندريا، وهو الذي رأيناه. (26) رسالة بيرابو
ولنعد الآن إلى بيرابو وهرمين اللذين تركناهما على ما عهده القراء فيهما من التأثر من الكتاب الذي كتبته باكارا إلى فرناند.
وقد أفضى اليأس بهرمين إلى أن قالت لأمها على إثر هذه الحادثة: أماه إني أحب أن أدخل الدير، ولا أريد الزواج. - إنك تدخلين إلى الدير، وتتركينني وحدي؟
وكان صوت تريزا يتهدج من الحنان بما أثر تأثيرا شديدا بهرمين، فقالت: كلا يا أماه، بل أبقى بقربك ما دمت حية، وما دفعني إلى هذا القول غير اشتداد الأحزان.
ثم أكبت على عنق أمها تعانقها وتبكي البكاء الشديد.
طال هذا البكاء زمنا طويلا إلى أن سكن جأش هرمين، فقالت لأمها: إني لا أستطيع أن أمكث ساعة في باريس، فهل لك أن نذهب لزيارة عمتي مدام كرمارك.
فقبلت أمها هذا الاقتراح بفرح لا يوصف؛ لأنها كانت ترجو أن يخفف السفر أحزانها، فأجابتها بالقبول.
وعند منتصف الليل عاد بيرابو إلى المنزل، فأخبرته امرأته باقتراح هرمين بوجوب السفر الذي يمهد للعشاق سبل السلوان، فصادق هو أيضا على هذا الطلب، ليس حبا بشفاء هرمين بل لرغبته أن يكون حرا في غيابهما عن باريس فيمرح كما يشاء. وهكذا فإنهما عند الصباح سافرتا إلى بريطانيا، ولما وصلتا إليها قابلتهما مدام كرمارك بمزيد التودد والاحتفاء.
وكانت مدام كرمارك امرأة عجوزا عائشة مع زوجها في قصر واسع تكتنفه الأشجار وتحيط به الغابات والحقول، وكان مولعا بالصيد بحيث كانت تقضي جميع ساعات نهارها بعزلة، فلا ترى أمامها غير الخدم؛ لذلك أنست بلقائهما وتعزت برؤياهما مما كانت تلقاه من ضجر الوحدة والانفراد.
وبعد يومين من ذلك استأذن بيرابو من الوزارة لاحقا بهما، حسبما كان الاتفاق بينه وبين أندريا، وكانت جودة الهواء وما كانت تلقاه هرمين في تلك البرية من جمال الطبيعة قد لطف أحزانها، فلم تسكب دمعة بل كانت تبتسم بعض الأحيان إذا سمعت نكتة مضحكة، وربما كان ذلك منها من قبيل التصنع إرضاء لأمها التي كانت تذوب لهفا على ما أصابها، والتي كانت تخشى عليها في كل حين أن يفعل الحزن في جسمها النحيف ما تفعل ريح الشتاء بأوراق الشجر.
অজানা পৃষ্ঠা