390

রোকাম্বোল

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

জনগুলি

فظهر على المتوحش من علائم السرور ما لا يحيط به وصف.

فقال له المركيز دي شمري أو روكامبول: إني أبكيك منذ خمسة أعوام، ويسوءني أن ألقاك على هذه الحالة، إلا أني أتعزى بأني سأخفف شقاءك.

ثم عاد إلى الفتاة وقال لها: ألعلكم تكسبون من عرض هذا المتوحش كثيرا؟ - كلا، بل إن إيرادنا منه لا يفي بنفقتنا عليه، لا سيما في هذه العاصمة فإن كل من رآه ينفر منه ولا يعود، ولم يعد لي طاقة بالإنفاق عليه والانتقال به إلى بلدة أخرى. - إني أكفيكم مئونته، بل أشتريه منكم إذا أردتم بيعه، فإني أشفقت عليه وأحب أن أعالجه عله يطيب من هذه الندوب.

ففرحت الفتاة وباعته المتوحش بألف فرنك، دفعها لها على الفور مع المائتي فرنك التي وعدها بها، ثم ألبسه لباسه من ثياب الفتاة وخرج به، فركب معه المركبة التي كانت تنتظره على الباب وأمر السائق أن يسير إلى شارع سيرسانس.

4

ولما خلا روكامبول بأندريا، لأن هذا المتوحش لم يكن غير السير فيليام؛ أي الفيكونت أندريا، الذي تقدم ذكر عقابه في رواية التوبة الكاذبة، وكان اجتماعهما في أحد منازل روكامبول السرية، فقال له روكامبول: لقد خلا لنا الجو الآن، فأصغ إلي كي أخبرك بأنك إذا كنت وهبتني لقب مركيز مستعار، فقد صيرت نفسي مركيزا ثابتا لا ريب فيه؛ إذ إني أدعى الآن المركيز دي شمري.

ولهذه المركيزة الجديدة حديث طويل، ولكن اعلم أن أخاك الكونت أرمان دي كركاز ...

فاضطرب أندريا حين سماعه اسم أخيه، وسر روكامبول لما رآه من اضطرابه، فقال له: يسرني أن أراك عائدا من جزائر المركيز بحقدك القديم؛ لأن ذلك يدلني على أنك لا تزال السير فيليام، فلا أعدم فوائد دهائك، فاعلم أيها الصديق القديم أنني عندما بارزت أخاك الكونت وكنت أرجو أن أظفر به بتلك الطعنة الإيطالية، رأيت أنه يعلم دقائقها أكثر مني، فانجلت المبارزة على ظفره بي فجرحني جرحا بالغا، وكان من إحسانه أنه عالجني في قصره، فاغتنمت تلك الفرصة وسرقت أوراقك من غرفتك في ذلك القصر، وهي التي أعانتني على الدخول في سلك النبلاء وصيرتني كما تراني مركيزا من أغنى الأغنياء.

ثم قص عليه جميع ما نعلمه من حديث السفينة والغرق، وكيف ترك المركيز الحقيقي في الحفرة إلى أن قال: وعدت سباحة إلى أن بلغت الشاطئ الفرنسي وأموالي وأوراق المركيز معي، ولما أعملت الفكرة وجدت أن هذه الأوراق بعد بعد المركيز عن أمه وأخته ثمانية عشر عاما، ومشابهتي إياه بعض الشبه، وكوننا في عمر واحد، كل ذلك لا يكفي لإثبات مركيزيتي، بل يجب أن أكون بحارا ماهرا، وأن أعرف الهند وأخلاق قومها وعاداتهم وشيئا من لغتهم إلى غير ذلك مما كان يعرفه المركيز، فعدت في اليوم التالي إلى لندرا وهناك اتفقت مع أحد التراجمة الذين يسافرون إلى الهند، سافرت معهم إليها وأقمت فيها ستة أشهر، وكنت في كل يوم أختلط مع البحارة والضباط حتى عرفت كل ما ينبغي عرفانه، أطلقت سراح الترجمان وعدت إلى فرنسا، فوجدت تلك الأم المسكينة قد ماتت قبل وصولي بيومين، ولعلها ماتت من الفرح، فقد كتبت إليها أخبرها بقدومي، ورأيت شقيقتي وهي غضة الصبى بارعة الجمال، فعانقتها عناق الأخ وعرفتني بخطيبها، ثم دفعت إلي أموال أبي المركيز، فصرت من ذلك العهد أدعى المركيز دي شمري.

أما هذا المنزل الذي أتيت بك إليه الآن فهو أحد منازلي السرية التي استخدمها لأغراضي، وسأقيمك في منزلي الخاص كي تكون بقربي في كل حين، غير أنه لا بد لي من أن أدعو طبيبا ينظر في وجهك، فعساه يتمكن من إزالة هذا الوشم الكريه.

অজানা পৃষ্ঠা