343

রোকাম্বোল

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

জনগুলি

وعند ذلك فتح باب الغرفة وبرز منه المركيز وهو أصفر الوجه والدموع تجول في عينيه، فتقدمت منه باكارا وقالت له: إن الله يا سيدي أبى أن يعين أهل الشر والفساد، ولقد سمعت كل شيء كما ظهر لي، فما أنت في حاجة بعد إلى برهان على طهارة امرأتك وعفافها، على أنك إذا أردت أيضا برهانا آخر اتبعني إلى حيث أنا ذاهبة.

49

بينما كانت هذه الرواية تمثل في منزل الأرملة، كانت رواية أخرى أبلغ منها في التأثر تمثل في منزل الهندية، وذلك أنه عندما برح المركيز وفانتير منزلها شعرت الهندية بألم السم، فأخذت الخاتم الذي أعطاها إياه المركيز ووضعته في كأس من الماء، حتى إذا انحل الفص الذي فيه، شربت مزيج الماء وشفيت من أعراض السم.

وقد وضعت الخاتم في الكأس وتشاغلت عنه عشر دقائق إلى أن يتم انحلاله، ثم عادت ونظرت إلى الكأس فرأت أن ماءها لم يتغير، وأن فص الخاتم لا يزال على حاله، فخافت وخشيت أن يكون الحجر قد فقد تأثيره لانتقاله من بلاده إلى بلاد غريبة، أو لتقادم عهده، ولكنها لبثت تنتظره وهي محدقة بماء الكأس حتى مرت بها ساعة وهي في هذا الموقف الشديد دون أن يتغير الماء، فأدركت أنها مائتة لا محالة، ونسيت المركيز وغرامها القديم لتعلقها بأهداب الحياة، ومثل الموت لديها بأقبح الصور، فصاحت صيحة شديدة وسقطت على مقعد بالقرب منها وقد وهت رجلاها لفرط ما أصابها من اليأس.

وعند ذلك فتح باب الغرفة التي كانت فيها ودخل منه رجل تصحبه امرأة مقنعة بقناع كثيف.

وكان هذا الرجل الكونت أرتوف والتى تصحبه المركيزة، فدهشت الهندية لمرآها، أما الكونت فإنه مشى إلى المنضدة التي كان عليها الكأس ونظر إلى الخاتم فيها، ثم التفت إلى الهندية وقال لها: أليس هذا الخاتم الذي وضعته في الكأس هو الذي تركه لك المركيز؟ - نعم. - أليس محلول حجره يشفي من السم الذي شربته؟ - نعم. - لقد أخطئت يا سيدتي، فإن حجر هذا الخاتم لا تذيبه المياه ولا يشفى السموم، فإنه جوهرة من الجواهر العادية، أعطاك إياها المركيز وهو يحسبه أنه ذلك الخاتم الذي أحضره من الهند، غير أنه أبدل بشبيهه، وإذا أردت زيادة في البيان والتفصيل، فسلي هذه السيدة تخبرك بكل شيء.

فرفعت المركيزة عند ذلك البرقع عن وجهها، وكانت الهندية قد رأتها مرة حين قدومها إلى باريس، فطبعت صورتها في مخيلتها.

ولا يسع الكاتب وصف ما لقيته هذه الهندية من التأثير حين رأت عدوتها اللدودة، فإنها نسيت موقفها الهائل، وأنه لم يعد لها نجاة من الموت لاستبدال الخاتم بسواه، ولم تذكر غير أمر واحد وهو أن هذه المركيزة التي كانت تحسبها في عداد الأموات لا تزال حية، وأنها أتت إليها كي ترى نزعها الأخير، وأن الدسيسة لم تفلح، وأنها وقعت هي في الشرك الذي نصبته لسواها، فاتقدت عيناها، وخرج منها شرر الانتقام، فقالت لعدوتها: إذن لا تزالي حية؟

فأجابتها المركيزة بلطف: إن الله قد أنقذني، وقد أتيت إليك كي أغفر لك يا سيدتي وأصفح عما أسأت به إلي.

فاضطربت الهندية وقالت: أنت تغفرين لي؟ إني أؤثر كل الموت على هذا الغفران ، ولا شك أن زوجك قد غفر لك جريمتك، أما أنا فإني أموت ولا أصفح عنك.

অজানা পৃষ্ঠা